وهناك دراسة مثيرة للاهتمام من جامعة بريستول بالمملكة المتحدة البريطانية أن مبيدات الحشرات الأكثر استخداما في العالم تتداخل مع نوم كل من (النحل والذباب وتصيبها بالأرق).
حيث يعتقد بعض الباحثون أن التأثير الضار للمبيدات الحشرية النيونيكوتينويدية على عادات النوم لدى النحل والذباب قد يفسر جزئيا سبب انخفاض أعداد الملقحات في جميع أنحاء العالم.
حيث قال مؤلف الدراسة الرئيسي الدكتور كياه تاسمان، مساعد التدريس في كلية علم وظائف الأعضاء وعلم الأدوية وعلم الأعصاب بجامعة بريستول: "كان لمركبات النيونيكوتينويد التي اختبرناها تأثير كبير على مقدار النوم الذي يأخذه كل من الذباب والنحل.
المبيدات الحشرية واضرارها على الحشرات
حيث إنه إذا تعرضت حشرة لكمية مماثلة لتلك التي قد تتعرض لها في مزرعة حيث تم استخدام المبيدات الحشرية، فإنها تنام أقل مما يؤدي إلى إخراجها عن إيقاعاتها السلوكية اليومية، الأمر الذي قد يؤثر على تناغمها الطبيعي مع دورة الـ 24 ساعة العادية ليلا ونهارا.
حيث تبين بعد فحص تأثير هذا المبيد على أدمغة الحشرات، أفاد الباحثون أيضا أن النحل والذباب الذي تم دراسته كانت ذاكرتهم قد مسحت تماما.
وإنه في الحقيقة، من المعروف أن النوم مهم للغاية لتكوين الذاكرة السليمة لدى البشر، ويبدو أن الشيء نفسه ينطبق أيضا على هذه الحشرات، فعندما لا ينامون جيدا، لا يتذكرون جيدا أيضا.
هذا ويضيف كبير مؤلفي الدراسة الدكتور جيمس هودج، الأستاذ المشارك في علم الأعصاب في كلية علم وظائف الأعضاء وعلم الأدوية وعلم الأعصاب بالجامعة: إن القدرة على معرفة الوقت أمر مهم لمعرفة متى تكون مستيقظا وتحتاج للتغذية، ويبدو أن هذه الحشرات المخدرة غير قادرة على النوم ومصابة بالأرق.
كما إنه في الحقيقة، نحن نعلم أن النوم الجيد مهم للحشرات، تماما كما هو الحال بالنسبة للبشر، من أجل الحفاظ على صحتهم وتشكيل ذكريات دائمة.
وبحسب بعض الباحثين، خلصت الدراسة إلى أن النحل والذباب لهما هياكل متشابهة في أدمغتهما، وهذا يشير إلى أن أحد الأسباب التي تجعل هذه المبيدات الحشرية الشائعة سيئة للغاية بالنسبة للنحل هو أنها تمنع النحل من النوم بشكل صحيح وتؤثر على قدرته على معرفة مكان وجود الطعام في بيئتها.
كما تجدر الإشارة إلى أن مبيدات النيونيكوتينويد محظور استخدامها في الوقت الراهن في الاتحاد الأوروبي.