تحت عنوان "إنه اغتصاب أطفال.. قاصرات أفغانيات يدفعن ثمن الانهيار والمجاعة"، نشر موقع الحرة خبرًا، لفت فيه إلى أنه بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على بدء حكم طالبان، دفع الانهيار الاقتصادي في أفغانستان العائلات المعوزة إلى "تزويج البنات القاصرات بهدف الاستفادة من المهور"، وفقا لتقرير لمؤسسة طومسون رويترز من العاصمة الأفغانية كابل.
والاثنين الماضي، أعرب مسؤول كبير في اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن غضبه الشديد إزاء واقع تفضي فيه العقوبات وتجميد المساعدات إلى قطع الخدمات الأساسية عن السكان في أفغانستان، ودعا المانحين للبحث عن سبل مبتكرة لمنع اندلاع "أزمة إنسانية هائلة".
وتحدثت مؤسسة طومسون رويترز مع فضل، عامل أفران الطوب، لكنه عاطل حاليا وغارق في الديون، قائلا إن الاقتصاد المنهار في البلاد تركه أمام خيار صعب وهو إما تزويج بناته الصغيرات أو المخاطرة بموت عائلته جوعا.
والشهر الماضي، حصل فضل على مهر قدره 3000 دولار بعد تزويج ابنتيه (13 و15 عاما) إلى رجلين. وقال إنه إذا نفد المال، فقد يضطر إلى تزويج ابنته البالغة من العمر سبع سنوات.
وأضاف لمؤسسة طومسون رويترز، قائلا: "لم يكن لدي طريقة أخرى لإطعام أسرتي وسداد ديوني. ما الذي كان بإمكاني فعله غير ذلك؟ آمل بشدة ألا أضطر لتزويج ابنتي الصغرى".
وتسعى الأمم المتحدة لتفادي حدوث مجاعة في أفغانستان بينما يبدو اقتصاد أفغانستان على شفا الانهيار وهو ما قد يفجر أزمة لاجئين.
ويقول نشطاء في مجال حقوق المرأة إن زواج القاصرات زاد بالتوازي مع الفقر المتصاعد منذ أن استولت طالبان على السلطة قبل 100 يوم، في 15 أغسطس الماضي، مع ورود تقارير عن الآباء المعوزين الذين وعدوا آخرين بالزواج من أطفالهن في المستقبل مقابل المهور.
ويتوقع النشطاء أن يتضاعف معدل زواج الأطفال، الذي كان سائدا حتى قبل عودة طالبان، في الأشهر المقبلة.
وقالت الناشطة البارزة في مجال حقوق المرأة الأفغانية وازما فروغ: "يتوقف قلبي عند سماع هذه القصص ... إنه ليس زواجا. إنه اغتصاب أطفال".
وتسمع فروغ يوميا مثل هذه النوعية من القصص التي غالبا ما تتعلق بفتيات دون سن العاشرة، فيما لم يتضح ما إذا كانت الفتيات الصغيرات سيُجبرن على ممارسة الجنس قبل بلوغهن سن البلوغ.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن هناك تقارير موثوقة عن أسر تعرض فتيات لا تتجاوز أعمارهن 20 يوما للزواج في المستقبل مقابل المهر.
وأفادت وكالات تابعة للأمم المتحدة أن أفغانستان، التي أصابها الجفاف والانهيار الاقتصادي، من المقرر أن تعاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ومع حلول فصل الشتاء، تقول الوكالات إن الملايين على شفا المجاعة، و97 في المئة من الأسر قد تقع تحت خط الفقر بحلول منتصف عام 2022.
ويقول عاملون في المجال الإنساني إن عقوبات الأمم المتحدة والعقوبات الأحادية الأخرى على حركة طالبان، التي قبضت على زمام السلطة في أفغانستان في أغسطس، أحدثت حالة من الارتباك والتردد بين المانحين على الرغم من بعض الجهود لمنح تراخيص بهدف تسهيل تدفق المساعدات، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل حاد بينما الملايين عاطلون عن العمل أو لم يحصلوا على رواتبهم.
الحرة