اتخذت سنغافورة سياسة جديدة لدفع الناس إلى التطعيم، بأن توقفت عن تغطية فواتير علاج مرضى كوفيد-19 لغير الحاصلين على اللقاح، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".
وكانت الحكومة السنغافورة تتكفل بعلاج المصابين بفيروس كورونا المستجد مجانا منذ بداية الوباء وذلك لضمان عدم زيادة الأعباء المالية على المواطنين.
ومع ذلك، تملك سنغافورة وهي الدول الآسيوية الغنية، بالفعل أحد أعلى معدلات التطعيم في العالم بعد تلقيح 96 بالمئة من سكانها المؤهلين، وفقا للبيانات الحكومية.
وجاءت هذه النسب المرتفعة بعد قيود وضعتها سنغافورة على دخول الأماكن العامة، بما في ذلك المطاعم ومراكز التسوق.
وتأتي الخطوة السنغافورية بعد اتجاه الحكومات إلى تضييق الخناق على الأشخاص غير الملقحين من خلال تقييد حركتهم ومنعهم من دخول كثير من الأماكن العامة.
اعتبارا من فبراير، ستطلب النمسا من جميع البالغين تلقي التطعيم إجباريا، إذ يواجه المتخلفون عن حضور المواعيد غرامات تزيد عن 4 آلاف دولارا. وجعلت اليونان التطعيم ضد فيروس كورونا إلزاميا لأولئك الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما.
وفي ألمانيا، يناقش السياسيون إصدار قرارات مماثلة لإلزام الناس على التطعيم بعد ارتفاع عدد الإصابات بشكل هائل.
قال متحدث باسم وزارة الصحة السنغافورية: "بسبب اختيارهم، فإن الأفراد غير الملقحين يشكلون الجزء الأكبر من أسرّة العزل في المستشفى و (وحدة العناية المركزة)، ويساهمون بشكل غير متناسب في الضغط على موارد الرعاية الصحية لدينا".
وأضاف أن الأشخاص الذين لم يحصلوا على التطعيم ويتعرضون للفيروس التاجي سيحصلون على دعم حكومي لدفع تكاليف العلاج، لكن الدولة لن تغطي كامل فواتير الرعاية الطيبة كما فعلت سابقا.
وتصل فواتير المستشفيات لمرضى كوفيد في أجنحة العناية المركزة إلى 18 ألف دولار، لكن الدعم الحكومي قد يجعل هذه التكلفة تنخفض إلى حوالى 3000 دولار أو أقل، وفقا للمتحدث.
ولا يزال هناك 44 ألف شخص من كبار السن في سنغافورة غير حاصلين على التطعيم. في أوائل نوفمبر، قالت حكومة سنغافورة إن حوالي 95 بالمئة من الوفيات خلال الأشهر الستة الماضية كانت لأشخاص يبلغون من العمر 60 عاما فأكبر، حيث بلغت نسبة غير الملقحين من إجمالي الوفيات 72 بالمئة.
وانخفضت حالات كوفيد-19 بشكل حاد في سنغافورة منذ أواخر أكتوبر، حيث بلغ المتوسط المتداول لمدة سبعة أيام ذروته عند ما يقرب من 4000 حالة في اليوم. ويبلغ متوسط عدد سكان الدولة التي يبلغ عدد سكانها 5.5 مليون نسمة الآن ما يقل قليلاً عن 1000 حالة جديدة يوميا، وفقا لـ "أور وورلد إن داتا".
ورغم أن قرار سنغافورة حظي بتأييد البعض، إلا أن آخرين يرفضون ذلك على اعتبار أنه "ليس أخلاقيا".
وقال الرئيس المؤسس لقسم الأخلاقيات الطبية في كلية غروسمان للطب بجامعة نيويورك، آرثر كابلان، إنه يعتقد أنه من الأخلاقي التهديد بعدم تغطية تكاليف كوفيد-19 كوسيلة لتشجيع التطعيم.
إلى ذلك، قال بول تامبياه، رئيس الحزب الديمقراطي السنغافوري المعارض، إن "مبدأ الصحة العامة الأساسي هو توفير العلاج المجاني".
وأضاف أن العلاج المجاني يشجع الناس للذهاب لتشخيصهم، ولكن القرار "قد ينتهي بنشر المرض لعدد أكبر من الناس".
الحرة/وول ستريت جورنال