"هذه المرة الثانية لي في هذه المدينة، لم آرَ جمهوراً محباً للقراءة في كل الوطن العربي مثله، وكأن الحروب والأزمات لم تؤثر بهم، فهم كانوا وما زالوا الأوفياء للكتاب".
يبدو محمد المصري، وهو أحد العاملين في دار الرسم بالكلمات للنشر والتوزيع في مصر، متحمساً ومبتهجاً للغاية بوجوده بين الجمهور القارئ العراقي، ليس المصري وحده، بل شاركت أكثر من 100 دار عربية وعالمية في هذه الدورة من معرض بغداد للكتاب، حيث حملت كل دار أكثر من 500 كتاب متنوع للجمهور العراقي.
وفي حديث لوكالة الأنباء العراقية (واع)، قال محمد المصري: "على الرغم من حرارة الجو، بالإضافة لقرب العام الدراسي الجديد، إلا أن هناك إقبالاً كبيراً من العائلات العراقية على المعرض للبحث عن الكتب".
وأضاف: "في السابق، كانت دارنا تشارك من خلال وكلاء عراقيين، لكن وقبل عدة سنوات، بدأنا بتفضيل المشاركة بأنفسنا لمعرفة ما يفضل القارئ العراقي الذي هو مميز بكل شيء ويعرف ما يريد".
يؤكد المصري أن "القارئ العراقي يتميز بتفرده مقارنة بغيره، حيث تختلف تصنيفاته واهتماماته، وكذلك أسلوبه في التعامل مع الكتب وترشيحها، ويتميز بتنوع قراءاته وانفتاحه على تاريخ العالم والحضارات، كما أنه يميل إلى الفلسفة، وهو مجال من النادر ما يُطلب في العالم العربي"، لافتاً الى أن" القارئ العراقي مثقف وواعٍ، ويعرف جيداً ما يريد قراءته، ويستطيع التمييز بوضوح بين الكتاب الجيد وغير الجيد".
فيما أوضح وكيل مكتبة جرير السعودية، محمد سالم، لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن "المكتبة بدأت فعلياً مشاركاتها في معارض الكتاب في العراق، منذ أكثر من ست سنوات، وتشارك اليوم بأكثر من 500 عنوان مختلف، وأن الأقبال عليها كثيف".
وتابع: "أكثر الإصدارات المطلوبة هي كتب التسويق وإدارة الأعمال والكتب الاقتصادية، لأنها غالباً ما تكون كتب عالمية ومترجمة حصرياً عند جرير، بالإضافة لكتب الصحة والبيئة"، مضيفاً: "ما يسعدنا هو أن القارئ العراقي ملم بجميع هذه الأمور ويفضل اختيار عناوين متنوعة، كأن يزورني قارئ ويشتري رواية، وتاريخ، وعلم اجتماع".