كشف خبير مصري عن بعض التفاصيل التي تسربت من نتائج تحقيقات أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والتي شنت فيها حماس هجمات غير مسبوقة على إسرائيل.
وقال اللواء مروان مصطفى، المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الأمني بمجلس وزراء الداخلية العرب، إن تسريبات نتائج تحقيقات هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر والتي حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إخفاءها، كشفت أن إسرائيل وصلتها معلومات مفادها أن حماس كانت تدرب قواتها على الطيران الشراعي في أماكن مفتوحة نهاراً، وعلى مرأى ومسمع من الجميع، ونشرت أجزاء من تدريباتها على شبكة الإنترنت، مضيفا أنه وفي ليلة الهجوم أبلغ بعض جنود حرس الحدود مركز العمليات بوجود تحركات حمساوية عند السياج الحدودي، وأيقظوا رئيس الشاباك ورئيس الاستخبارات العسكرية وأبلغاهما بذلك.
وتابع الخبير المصري أن المسؤولين الإسرائيليين، تواصلا هاتفيا، واتفقا على أن ما يحدث عبارة عن مجرد تدريبات لحماس، ولذلك لم يتخذا أي إجراء، كما لم يرفعا حالة التأهب للقوات مثلما هو معتاد في هذا الأمر، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي فوجئ في الصباح التالي بالهجوم واكتشف مقتل العديد من جنوده وكان رد فعله بطيئاً، حيث اقتصر على تحريك المروحيات الأباتشي التي قتلت عدداً كبيراً من المشاركين في حفل موسيقي إسرائيلي خلال هروبهم.
وذكر مصطفى أن القوات الإسرائيلية حصرت اختفاء 73 أسيراً من منازلهم، كما ركز الإعلام على واقعة كاذبة وغير حقيقية وهي قيام حماس بقطع رؤوس 40 طفلا، وارتكاب عناصر الحركة عمليات تعذيب وانتهاكات جنسية للأسرى، مشيرا إلى أن اللجنة المكلفة بالتحقيق لم ترصد أي أدلة على ذلك، كما لم تعثر على أي دلالات جنائية أو صور فوتوغرافيه أو مرئية أو أي شهود على حدوث هذه الوقائع.
وقال الخبير المصري إنه يرى أنه نظرا لفشل إسرائيل في التصدي لهجمات 7 تشرين الأول/ اكتوبر وتخوف نتنياهو على مستقبله السياسي، وللتهرب من محاكمته المنتظرة بعد انتهاء الحرب، كان عليه أن يجد مخرجا لائقاً للخروج من تلك الورطة، وبما يمكّنه من الاحتفاظ بمنصبه، مضيفا أنه ولذلك هداه تفكيره إلى أن السبيل الوحيد لإنقاذ نفسه هو إطالة أمد الحرب لحين فوز المرشح الأميركي دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية، وتنفيذ وعده بزيادة مساحة إسرائيل عن طريق ضم غزة والضفة الغربية، تمهيداً لإعلانه دولة إسرائيل الكبري، بما يقضي تماماً على مقترح حل الدولتين.
وكشف المسؤول الأمني المصري السابق أن نتنياهو بدأ بالتحرك سريعا على المحاور التالية، وهي:
أولا: اجتياح الضفة الغربية بعد اختلاق بعض المزاعم الوهمية حول التغلغل الإيراني لإضفاء الشرعية على اجتياحه حتى يكرر سيناريو غزة لإجبار سكانها على النزوح للأردن.
ثانيا: كما يقول الخبير المصري، فكر نتنياهو في التمهيد لهجوم بري موسع على لبنان واجتياح جنوبها لتدمير معاقل حزب الله، وإقامة منطقة عازلة بما يضعف الحزب، ويخلق محيطا لبنانيا شعبيا وسياسيا ضاغطا وكارها للحزب، ما يجبره على الانسحاب والتراجع إلى وراء نهر الليطاني، مشيرا إلى أن هذا السيناريو يهدف لحماية وتأمين مستوطنات الشمال والبدء بإعادة سكانها الذين نزحوا من منازلهم، كما سيخفف أيضاً من غضب الشارع الإسرائيلي واحتجاز الأسرى على الحكومة الإسرائيلية.
ثالثا: الثأر من مصر وعقابها لإفشالها صفقة القرن ورفضها خطة التهجير لسيناء، وتشكيلها تهديداً حقيقياً لإسرائيل، لذلك يحاول بكل السبل إجبارها على قبول التهجير لسيناء، موضحا أن خطته في ذلك كانت تعتمد على إعادة احتلال غزة، والسيطرة الكاملة على معبر رفح ومحور فيلادلفيا، ومواصلة القتل والإبادة لتقليل عدد سكان غزة، وتقليص مساحتها، وحصار وتكديس من يتبقى منهم في مناطق قريبة من الحدود المصرية لإجبار مصر على فتح حدودها واستيعابهم.