يبدو من لقاء سفراء الخماسية الذي انعقد في قصر الصنوبر في بيروت، أمس، أن ترجمة نتائج لقاء المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان مع المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا في الرياض قبل أيام قد بدأت فعلياً، وأن حراكاً متوقعاً للسفراء سيبدأ باتجاه الكتل النيابية والقيادات اللبنانية للدفع باتجاه تسريع الحل نحو انتخاب رئيس للجمهورية بعيداً عن تعقيدات المشهد الإقليمي وفق ما ورد في "الأنباء" الالكترونية.
وإذا كان لم يصدر أي بيان أو تعقيب بعد اجتماع قصر الصنوبر، لكن الأجواء العامة بين لقاء الرياض ولقاء بيروت أمس تعطي انطباعاً بأن ثمة أفكاراً ما قد نضجت لدى الخماسية لممارسة دور أكبر، معطوف على متغيّرات وتطورات لحث الخطى لإنجاز الاستحقاق بأقرب وقت ممكن.
وقد بات جلياً أن تطورات الحرب ومخاطر توسعها تعد سبباً لتجاوز الخلافات حول الاستحقاق الداخلي بما يحصن البلد بوجه هذه المخاطر.
وفي هذه الأثناء، من المتوقع وصول الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى القدس المحتلة للعمل على الحد من تطور الأمور نحو الاسوأ، مع توقع انتقاله إلى لبنان في حال لمس في اسرائيل اي تطور ايجابي يساعد على خفض منسوب التوتر والعمل على تطبيق القرار 1701.
لكن مهمة هوكشتاين باتت أصعب بعد إعلان وسائل الإعلام الإسرائيلية، امس، أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو قرر توسيع العمليات العسكرية على الجبهة مع لبنان، وأن الجيش الإسرائيلي يستعد لرفع وتيرة عملياته.
رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط لفت إلى أن "الحاجة ملحّة لتوفير إرادة محلية تلاقي الجهود الخارجية المنتظرة وتساهم في تعزيز المناخات الايجابية، لتجاوز العقبات التي لا تزال تعيق الوصول إلى أرضية مشتركة، لتحقيق اختراق جدّي للانفراج المطلوب، خاصة في موضوع استحقاق رئاسة الجمهورية". محذراً من أن "عدم الوصول إلى صيغة تسوية، سيُبقي لبنان أمام استحالة بلوغ الحلول لأزماته المستعصية وإطالة أمد الفراغ".
في غضون ذلك، لا يرى النائب بلال الحشيمي أي تغيير في الواقع الميداني الذي بدأ يميل نحو توسيع الحرب. لا من خلال الزيارة المرتقبة للموفد الأميركي هوكشتاين الى المنطقة ولا من اجتماع الخماسية لإعادة تحريك الملف الرئاسي.
الحشيمي وفي حديث مع "الأنباء" الالكترونية أشار إلى أن الأمور ستبقى على ما هي عليه طالما لم يتم التوصل لوقف إطلاق النار. بمعنى أن الميدان هو من يقرر قواعد اللعبة. فإذا لم يحصل وقف لإطلاق النار في غزة قد ينسحب على لبنان فإن جهود كل الموفدين ستذهب سدى. وان كل همّ هوكشتاين يتركز على الحفاظ على أمن اسرائيل وعدم توسيع الحرب لأن توسيعها لم يسقط من حسابات نتنياهو، بعد فهو رجل مجرم ولا يهمه إلا سفك الدماء.
الحشيمي أبدى استغرابه موقف وزير الخارجية عبد الله بوحبيب لجهة المطالبة بتغيير بعض بنود القرار 1701، فهذه المقترحات برأيه ليست بريئة لأن القرار 1701 من أهم القرارات تجاه لبنان، فلا يمكن اللعب بها ولا إجراء تعديلات عليها. واعتبر الحشيمي أن الرئيس ميقاتي محرج حيال ذلك.
وعن اجتماع الخماسية في بيروت وإمكانية إحداث خرق في الملف الرئاسي، كرّر الحشيمي القول بأن كل الأمور مرتبطة بالحرب في غزة، ولن تتم مقاربة أي موضوع طالما هذه الحرب في غزة وفي جنوب لبنان مستمرة.
يبقى أن مراقبة حركة الخماسية في الأيام المقبلة قد تعطي صورة أوضح، لا سيما اذا تلاقت مع إرادات الداخل بضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي بحسب "الأنباء" الالكترونية.