تداولت مجموعات عبر وسائل التواصل الإجتماعي مساء أمس الإثنين خبر هروب مسؤول كبير في حزب الله إلى اسرائيل، عقب مرحلة جديدة من العنف لفّ لبنان من جنوبه حتى شماله.
وتقول المعلومة المتداولة: "هروب قيادي في حزب الله مهندس اتصالات حسين باشا مدير عام وسائل الإعلام في الحزب وأيضا المدير المالي للحزب والمقرب من (أمين عام الحزب السيد) حسن نصرالله عابراً الحدود إلى إسرائيل".
كما تدّعي المعلومة إن باشا "أخذ معه وثائق سرية وخرائط تخص الحزب و 5 مليون دولار"، لتخلص إلى إن "جواسيس إسرائيل من القيادات وهذا يعني التسوس عميق" داخل الحزب.
ما الحقيقة؟
تبين بنتيجة البحث ان الخبر يعود إلى عام 2012 حين نشرت القناة السابعة الإسرائيلية المعلومات نفسها التي عادت وانتشرت في 2024 وهي إن "باشا مهندس اتصالات كبير في حزب الله (..) تمكن من عبور الحدود إلى إسرائيل مع وثائق سرية".
وذكرت المعلومات حينها إن "باشا قد شغل أيضا منصب مدير عمليات وسائل الإعلام في الحزب"، وهي الصفة نفسها التي تم ذكرها في الإشاعات التي تم تداولها مؤخرا.
وحينها، نفت مصادر أمنية إسرائيلية صحة هذه الرواية.
وتعود الصورة المتداولة للمسؤول المزعوم، إلى محمد باقر ذو القدر الذي كان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، وعُيّن في عام 2021 أميناً لمجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران.
حسين باشا أم حسين فحص؟
ليست المرة الأولى التي يتم تداول فيها هذه المعلومة، لأنها تعود وتظهر كل فترة، تحت مسميات مختلفة للمسؤول المزعوم ووظائف مختلفة أيضا.
ففي 2012، تم تداول إسم هروب "حسن فحص" إلى اسرائيل ومعه المبلغ المزعوم نفسه (5 ملايين دولار) وقيل حينها إنه المدير المالي في حزب الله.
وفي آب 2024، تداولت مواقع أردنية المعلومة نفسها، وتداولتها مجموعات "واتس أب" لبنانية لكن هذه المرة باسم حسين فحص.
وادّعى التقرير إن فحص يبلغ من العمر 29 عامًا، ومقرب من نصرالله، معيدًا تداول المعلومات نفسها التي نشرتها القناة السابعة الإسرائيلية عام 2012.
المعلومة المتداولة في آب 2024 على مواقع أردنية (رصد جنوبية)
ما علاقة علي كركي بتداول الشائعة؟
تم تداول هذه الشائعة، تزامنا مع بثّ شائعة أخرى من قبل مجموعات "واتس أب" و"تلغرام" مقرّبة من حزب الله.
وتقول الشائعة أن حزب الله نجح مساء الاثنين في "كشف العميل ذو المركز الكبير وتأكد من ذالك بعد إعطاء معلومات خاطئه لكشفه عبر اعطاء معلومة عن القائد الكبير علي كركي وهذا ما حصل اليوم".
وتضيف "نعم حزب الله نظف الداخل وهذه أهم خطوة والأن العدو أصبح بلا أهداف بلا ممول للمعلومات بنك الاهداف أصبح فارغ بالمقابل حزب الله لم يستعمل ٥% لا من قوته الصاروخية ولا من بنك الاهداف".
وتزامن تداول هذه الشائعة مع استهداف علي كركي في غارات على بئر العبد في ضاحية بيروت الجنوبية. وبينما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية فشل محاولة اغتيال كركي وإصابته فقط، أعلن حزب الله في بيان للإعلام الحربي أن "الأخ العزيز المجاهد القائد الحاج علي كركي بخير وهو بحول الله تعالى في كامل صحته وعافيته وقد انتقل إلى مكان آمن".