كشف مصدر مقرب من "حزب الله" عن تعقيدات تواجه مراسم تشييع ودفن جثمان زعيم حزب الله حسن نصر الله.
وأوضح المصدر لـ"بغداد اليوم"، أن "عملية تنظيم تشييع كبير يحضره عشرات الآلاف يعد صعبًا جدًا في ظل الأجواء الأمنية الحالية، خاصة مع استمرار العدوان على مختلف المدن اللبنانية والقصف المستمر الذي يؤدي إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى".
وأشار المصدر إلى أن "إقامة أي تشييع في ظل هذه الظروف تعد مجازفة، وقد يستغلها العدو لاستهداف المزيد من قيادات الحزب، لذا، هناك حديث عن خطة بديلة تتضمن دفن جثمان الشهيد في مكان ما ضمن نطاق ضيق في لبنان لحين انتهاء الحرب".
وأكد أن "كل المؤشرات تدل على أن نصر الله سيدفن في لبنان وليس خارجها، نظرًا لأهميته الرمزية الكبيرة وثقله في محور المقاومة".
وأضاف أن "الظروف الراهنة تجعل من المستبعد إقامة تشييع كبير، لكن دفن الجثمان في مكان محدد قد لا يكون معلومًا في الوقت الراهن هو أمر وارد جدًا".
وذكر أن "قيادات الحزب في حالة استنفار تام، خاصة مع الحاجة إلى ملء الفراغ الذي شكله سقوط عدد من الشهداء من قيادات الخط الأول والثاني"، مؤكدا أن "الأولوية الآن هي لمواجهة أي اجتياح محتمل لبعض المناطق اللبنانية، خاصة الجنوب، مما يستدعي تكثيف الجهود والتركيز على هذا الموضوع الاستراتيجي والخطير".
ونقلت وسائل إعلام محلية في لبنان عن إعلام حزب الله بيانًا يشير إلى تفاصيل مراسم تشييع الأمين العام حسن نصر الله، إذ ورد في البيان أن "القيادة تجري مشاورات واتصالات مكثفة مع العراق وإيران لتنظيم تشييع تاريخي في بيروت، يتبعه إقامة صلاة الغائب في إيران".
وبحسب البيان المزعوم، فإن "الجثمان سيُنقَل على متن طائرة رئاسية إلى كربلاء ليدفن بجوار الإمام الحسين عليه السلام".
ومع انتشار هذا الخبر، تبين بعد التحقق أنه لم يصدر عن المكتب الإعلامي لحزب الله، وإنما نُشر عبر صحيفة "إيران إنترناشونال"، ومنها نقلته وسائل إعلام محلية وإقليمية.
وحتى الآن، لم يصدر حزب الله أي بيان رسمي بشأن تفاصيل مراسم التشييع، وسط أنباء متضاربة حول موعد الدفن وتأجيله لإشعار آخر.
تأتي هذه التطورات بعد أيام من اغتيال حسن نصرالله في غارة إسرائيلية استهدفت مقر حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو ما أثار ردود فعل واسعة في المنطقة.
وقد تصاعدت التوترات بين حزب الله وإسرائيل في الأسابيع الأخيرة، وسط توقعات بتداعيات هذه العملية على المشهدين السياسي والأمني في لبنان والمنطقة.
بالأثناء، يتابع العديد من المراقبين كيف سيتعامل حزب الله مع هذه المرحلة، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة.