أثار تصرف أستاذة في الطور الابتدائي جدلا في الجزائر، بعدما أقدمت على كتابة قائمة أدوات مدرسية على وجه تلميذ لاقتنائها، بحجة أنه "كثير النسيان"، حيث أدان رواد التواصل الاجتماعي الحادثة، بمن فيهم الأساتذة، وحذر مختصون من تنامي ظاهرة العنف في المؤسسات التربوية.
وانتشرت الصورة على نطاق واسع على مواقع التواصل، من طرف ولي أمر تلميذ ادعى أن الأستاذة هي التي كتبت على رقبة ابنه عبارة "كراس الرياضيات صفحة 96"، لكونه "تلميذا كثير النسيان وهي الطريقة الوحيدة لتذكيره وتذكير والديه بشراء المطلوب منه".
وأثارت الصورة حفيظة الجزائريين بعدما تم تناقلها من طرف رواد التواصل، حيث عبّر كثيرون عن "استيائهم من هذا التصرف الذي لا يمت للتعليم بأي صلة"، إذ عَلَّقَ أحدهم: "وجب فتح تحقيق في الحادثة، ولم لا توقيف الأستاذة (ة) الفاعل عن التدريس فورا". وأضاف آخر: "هذه إهانة كبيرة للتلميذ ولولي التلميذ ولسلك التعليم أيضا .. من أين أتت هذه الأستاذة بهذه الفكرة الغريبة والمهينة؟". واعتبر آخرون أنّ الحادثة ليست الأولى من نوعها: "ما يحدث في المؤسسات التربوية أكبر من هذا، بسبب توظيف حاملي الشهادات الجامعية من مختلف الاختصاصات بدل خريجي معاهد تكوين الأساتذة".
كما تفاعل المنتسبون لسلك التعليم مع الحادثة، ومع أنهم قاموا بإدانتها، إلاّ أنهم دعوا إلى عدم إسقاط الحادثة على كامل الأساتذة: "لا تشوهوا صورة الأستاذ، هذه حالة منعزلة حيث لم يحدث أن رسم أستاذ على وجه تلميذ"، وفي نفس السياق قال آخر: "الأستاذ ليس منزها عن الخَطَأ، لكن الأكيد أن هذه الحالة وحالات الضرب أو الإهانة تبقى حوادث شاذة لا يقاس عليها".
من جهتها، أوضحت الناشطة التربوية والقيادية السابقة في الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ فتيحة باشا، أن "مثل هذه الصُور والحوادث تُشوِه سُمعة المؤسسات التربوية، لكن وَجَبَ أن تُراعى حقوق التلميذ فهو محمي بفعل الدستور".
وأضافت المتحدثة لـ"العربية.نت"، أن "كل الطَّاقم والعائلة التربوية المتواجدة في المدرسة يجب أن تكون لديها مميزات أخلاقية خاصة، لأن التعامل يكون مع فئة حساسة وهي الأطفال".
وعن الحلول لتفادي مثل هذه الحوادث قالت: "يجب وضع الحادثة في سياقها العام، وهي تنامي ظاهرة العنف في الوسط المدرسي، فالدراسات تُؤكد أنه منذ سنة 2008 تمَّ تسجيل تصاعد كبير لظاهرة العنف الجَسَدي واللَّفظي، والأسباب مُتعددة، من بينها الاكتظاظ في الأقسام، وحتى الظُروف الاجتماعية لجميع منتسبي القطاع، ومرحلة تفشي "الكوفيد-19" التي كانت لها آثار بيداغوجية ونفسية على الجميع، وغيرها من الأسباب التي أنتجت تزايدا في العنف".
وعليه، انتهت المتحدثة إلى القول: "كنا قد قَدَّمنا عدة مقترحات، من بينها استحداث منصب وسيط في كل المؤسسات التربوية، حتى إننا بادرنا سنة 2016 بفكرة تكوين تلاميذ يكونون وسطاء لأقرانهم، ومن بين المقترحات أيضا تأسيس جمعيات أولياء تلاميذ تكون فاعلة وتسهر على خدمة التلميذ وجودة التعليم، وتنسج علاقات طيبة مع الإدارة والأساتذة".