خاصة وأن دراسة جديدة قد توصلت إلى أن أخذ قيلولة منتظمة في منتصف النهار قد يكون مفيداً للدماغ ويحافظ على القدرات المعرفية للشخص، حيث تقول المؤلفة المشاركة في الدراسة، (الدكتورة لين صن): " إن أخذ قيلولة منتظمة بعد الظهر قد يكون مرتبطاً بخفة ذهنية أفضل، كما ويبدو أنه مرتبط بوعي أفضل بالواقع، وبتحسين الطلاقة اللفظية، وشحذ الذاكرة وحمايتها من الخرف
القيلولة
-استخدام القيلولة لمحاربة الخرف: تزداد فرص إصابة الشخص بالخرف مع تقدمه في السن كنتيجة لبعض التغيرات التنكسية العصبية الطبيعية التي تأتي مع تقدم العمر، ففي العالم المتقدم يعاني حوالي واحد من بين كل 10 أشخاص فوق سن الـ65 عام من شكل من أشكال هذه الحالات الصحية، كما ويمكن أن يؤدي التدهور المعرفي إلى فقدان الذاكرة وضعف الكلام وحتى مشاكل في التحكم في السيارات والأدوات اليومية أيضاً، حيث يوضح الباحثين: " مع تقدم الناس في العمر، تتغير أنماط نومهم مع زيادة تواتر حصولهم على قيلولة بعد الظهر، لكن الأبحاث المنشورة حتى الآن لم تتوصل إلى أي إجماع حول ما إذا كانت قيلولة بعد الظهر قد تساعد في درء التدهور المعرفي والخرف لدى كبار السن أو ما إذا كانت قد تكون من أعراض الخرف في الأساس "وبحسب ما ورد، فقد فحصت هذه الدراسة الجديدة 2214 شخصاً يتمتعون بصحة جيدة ويعيشون في عدة مدن كبيرة حول الصين، وإجمالاً أخذ 1534 شخصاً منهم غفوة منتظمة بعد الظهر بعد تناول وجبة الغداء، بينما 680 شخصاً لم يفعلوا ذلك، كما خضع كل المشاركين لسلسلة من الاختبارات الصحية والتقييمات المعرفية، بما في ذلك اختبار الحالة العقلية المصغر (MMSE) الذي يراقب الخرف، فبصرف النظر عن فترات القيلولة المنتظمة، كان متوسط نوم المجموعة حوالي 6.5 ساعة من النوم ليلاً، وقد سألت الدراسة المتطوعين عن عدد مرات أخذهم قيلولة خلال الأسبوع أيضاً، والتي تراوحت من مرة واحدة في الأسبوع إلى يومياً كما تضمن فحص اختبار الخرف 30 جزءاً يقيس القدرة المعرفية للأفراد المشاركين، بما في ذلك المهارات البصرية المكانية والذاكرة العاملة ومدى الانتباه وحل المشكلات والوعي بالمكان والواقع والطلاقة اللفظية، حيث أفاد مؤلفي الدراسة أن نتائج اختبار الحالة العقلية المصغر (MM SE) كانت أعلى بشكل ملحوظ بين الأشخاص الذين أخذوا القيلولة مقارنة بغيرهم، وأنه قد كان هناك اختلافات كبيرة في الوعي بالمكان والطلاقة اللفظية وقوة الذاكرة أيضاً
-هل القيلولة مضادة للالتهابات؟ يعترف الباحثون القائمين على الدراسة بأن النتائج التي توصلوا إليها قائمة على الملاحظة، وأن الدراسة لم تحدد كيف تفيد القيلولة الدماغ بالضبط، ومع ذلك فإنها تقدم بعض التفسيرات المحتملة للتغييرات العقلية الإيجابية، وفي الحقيقة تقول إحدى النظريات أن الالتهاب هو الوسيط بين قيلولة منتصف النهار والنتائج الصحية السيئة، حيث خلص فريق الباحثين إلى أن المواد الكيميائية الالتهابية لها دور مهم في اضطرابات النوم، فالنوم ينظم الاستجابة المناعية للجسم ويعتقد أن القيلولة تعتبر استجابة متطورة للالتهاب، خاصة وأن الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من الالتهاب يميلون إلى النوم لفترات أطول أيضاً.