فيما يتوقع أن تستمر المشاورات بين تياره وحلفائه من أجل تشكيل الحكومة، أعرب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اليوم الجمعة عن استيائه من التهديدات في هذا الملف.
وأكد في تغريدة غاضبة أن "تهديدات الوحوش الكاسرة" لن تثنيه عن المضي في تشكيل حكومة أغلبية.
من خلف الحدود
كما أضاف أن "أغلب الشعب مع حكومة أغلبية وطنية"، مؤكدا أنه لن يقف مكتوف الأيدي. وتابع "كفاكم تهديدا ووعيدا فنحن لن نعيد البلد بيد الفاسدين ولن نبيع الوطن لمن خلف الحدود".
إلى ذلك، كشف أن التهديدات الصادرة عمن وصفهم بالوحوش الكاسرة، تطال الشركاء والحلفاء في حكومة الأغلبية.
وكان مكتب زعيم التيار الصدري كشف في بيان أمس، أن الصدر اتفق مع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني على ضرورة عقد اجتماع لقوى التحالف الثلاثي (تضم التيار الصدري والحزب الديمقراطي وتحالف تقدم الذي يرأسه محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان العراقي) خلال الأيام المقبلة، من أجل تنسيق المواقف بهدف التوصل إلى تشكيل حكومة جديد في البلاد بعد الانتخابات النيابية التي جرت في العاشر من أكتوبر الماضي (2021)، وتعثرت بفضل الخلافات السياسية.
الصراع الأقوى
فمنذ الانتخابات التي تصدر نتائجها التيار الصدري بـ 73 مقعدا نيابيا، تعيش البلاد وسط أزمة سياسية، وتعثر اختيار رئيس، بسبب الخلاف الدائر بين الصدر والإطار التنسيقي.
إذ يدور الصراع الأقوى في البلاد بين الصدر المتحالف مع الحزب الديمقراطي، والذي يؤكد حيازته غالبية نيابية كافية للمضي في تشكيل "حكومة أغلبية"، وبين الإطار الذي يضم تحالف الفتح (الممثل لقوات الحشد الشعبي المكوّن بغالبيته من فصائل مسلحة موالية لإيران)، والحاصل على 17 مقعدا في الانتخابات، فضلاً عن تحالف "دولة القانون" برئاسة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي (33 مقعدا) وأحزاب شيعية أخرى، إذ يتمسك الإطار بزعمه أنه صاحب الكتلة الأكبر التي يعود لها عرفاً تشكيل الحكومة.
ويلقي هذا الخلاف بظله على المشهد السياسي، مجمداً أي تطورات في ملفي انتخاب الرئيس أو تشكيل الحكومة في بلاد اعتادت أن يتم حسم تلك الاستحقاقات عن طريق التوافق والمحاصصة بين القوى السياسية الفاعلة.
العربية