انهالت مجموعة من الشبان بالضرب على ناشطين في «معرض بيروت الدولي للكتاب» لدى دخولهم المعرض عند الواجهة البحرية لمدينة بيروت، للتعبير عن استيائهم من انتشار الأعلام الإيرانية وصور اللواء قاسم سليماني أمام عدد من الأجنحة، هاتفين: «بيروت حرة حرة، إيران طلعي برا».
هذا الأمر لم يرق لمجموعة من الشبان المؤيدين لحزب الله، فانهالوا على نيللي قنديل وشفيق بدر ضربا مبرحا بلغ أشده لدى بدر الذي انتزع المعتدون منه هاتفه الخلوي وسحب إلى خارج المعرض.
هنا تدخلت قوة من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي متخذة اجراءات لضبط أمن المكان وباشرت تحقيقاتها، إلا أن الأمر لم ينته عند هذا، حيث تداعى ناشطون للحضور تضامنا مع المعتدى عليهما.
هذه الحادثة لم تكن لتحصل لولا إضفاء طابع إيراني على معرض ثقافي تتمثل فيه جميع دور النشر اللبنانية والعربية إلى أن قررت إدارة «النادي الثقافي العربي»، بعد انتهاء الحرب الأهلية، أن يصبح المعرض دوليا، من دون ان يكون له أي طابع سياسي.
ومنذ ثلاث سنوات غاب المعرض بسبب جائحة «كورونا»، وها هو عاد حاملا الرقم 63 تحت شعار «بيروت الصمود.. بيروت لا تنكسر».
المعرض انطلق في ظل غياب دور النشر العربية والمحلية، عزته المصادر إلى أن «بعض هذه الدور لم تكن مستعدة وجاهزة لإعداد أقسامها بسبب تقديم موعد الافتتاح».
من حيث الجهوزية، تقول المصادر عينها، وتضيف عنصرا آخر هو أن «بعض دور النشر لم تعد لديها المقدرة المالية على تحمل تكاليف استئجار جناح في المعرض، فضلا عن إقفال عدد من دور النشر المحلية ما أدى حكما لغيابها».
وكانت «نقابة اتحاد الناشرين اللبنانيين» قررت مقاطعة معرض بيروت الدولي لهذا العام، ما دفع أغلب دور النشر إلى الالتزام، فغابت الهوية اللبنانية لصالح الحضور الإيراني.
وهذا ما يلاحظه الزائر في بروز 10 دور نشر إيرانية، ووصفت المصادر التي تحفظت عن ذكرها ذلك أنه «غزو ثقافي، فصورة قاسم سليماني التي تستقبل الزوار كفيلة لتقول للبنانيين إن دولتهم محتلة».
هذه المشاركة الإيرانية بدت طاغية بوضوح، فصورة سليماني والأعلام الإيرانية أثارت مشاعر المثقفين اللبنانيين الذين يرتادون المعرض كما اعتادوه تظاهرة ثقافية تعكس وجه لبنان الحضاري.
مسؤولة فرقة «بيكار» هالة رمضان روت ان فرقتها نظمت أمسية موسيقية في المعرض بعنوان «جذور».
وبحسب موقع «ليبانون نيوز» فإنه «ما إن بدأت الفرقة بأداء أغنية «يا لبنان دخل ترابك» للراحلين صباح ووديع الصافي، حتى شعرنا ببلبلة غير طبيعية تحصل خلف الكواليس، وطلب منا وقف الأمسية فورا».
وتتعجب رمضان مما حصل، قائلة «أثناء أداء الفنان حسام ترشيشي لأغنية من جدول الأمسية، وما إن وصل إلى جملة «مهما تدمر راجع يتعمر» حتى أتى شخص وطلب مني إيقاف الأمسية لأن بعض دور النشر هددت بالإقفال».
مسؤولة فرقة «بيكار» رفضت الاستجابة لهذا الابتزاز، مؤكدة «رفضت طلبهم، لا يمكن أن أسمح بإسكات صوتنا في معرض بيروت ولكننا تعرضنا لمضايقات، والتي وصلت إلى حد قيام الجهة المنظمة بقطع الكهرباء عن المعدات لمنعنا من الغناء، للأسف هم يريدون إسكات الموسيقى التي تغني بيروت».
ووفق معلومات الموقع عينه فإن الجهة التي انزعجت من الأغنيات والموسيقى هي دور النشر الإيرانية، علما أن فرقة «بيكار» كانت قد أخذت الموافقة مسبقا، والجهة المنظمة كانت على علم بجدول الأمسية الكامل.
زوار معرض بيروت للكتاب لم يشعروا أنهم في بيروتهم، فهذا المعرض لم يحمل هوية المدينة وإنما هوية من يحتلها، ومن يعمل كل يوم على تدميرها.
وقال صاحب دار نشر ومكتبة «بيسان» اللبنانية عيسى أحوش لـ «شينخوا» إنه لاحظ انخفاضا كبيرا في مبيعات الكتب في مكتبته، مستبعدا أن يكون الطلب على الكتب جيدا في دورة المعرض الحالية.
الأنباء الكويتية