أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، أن لبنان الذي عانى كثيرا من تداعيات نزوح السوريين الى اراضيه منذ العام 2011، بحاجة الى مساعدة دولية تساهم في التخفيف من الأعباء المالية الكبيرة التي يتكبدها نتيجة رعاية النازحين السوريين على مختلف الأصعدة، بالتوازن مع دعم مطالبته بعودة هؤلاء النازحين الى بلادهم خصوصا بعد توقف القتال في غالبية الأراضي السورية منذ فترة بعيدة. وشدد عون على ان عدم تجاوب المجتمع الدولي مع مطلب لبنان، يثير الشكوك باستخدام ملف النازحين لأهداف سياسية لاسيما خلال البحث في الحل السياسي للوضع في سورية.
ولفت عون خلال لقائه نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، أمس، الى ان لبنان بحاجة ايضا الى مساعدات تنموية وليس فقط انسانية خصوصا في مجال اطلاق ورشة اعادة البناء، مشيرا الى أن تحقيق اهداف التنمية المستدامة تتطلب اولا الاستثمار في البشر وخصوصا النساء والشباب، داعيا الى عدم تجاهل حجم معاناة اللبنانيين نتيجة الازمات التي تراكمت، وأتت التطورات الاخيرة خلال السنوات الماضية لتزيدها تفاقما.
من جهتها، اعربت محمد عن تقدير المجتمع الدولي والأمم المتحدة للرعاية التي يلقاها النازحون السوريون في لبنان، والدعم الأممي للحكومة اللبنانية في المفاوضات التي تجريها مع صندوق النقد الدولي، وللتحضيرات للانتخابات النيابية.
والتقى عون، في حضور السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا، المستشارة الخاصة لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة في وزارة الخارجية الاميركية سارة منقارة التي تقوم بزيارة الى لبنان للاطلاع على أوضاع ذوي الحاجات الخاصة وما هو متوافر لهم من حقوق وامكانات وابرزها تأمين اندماجهم مع المجتمع اللبناني بكل مكوناته. وعرضت السيدة منقارة، وهي من اصل لبناني، لأهمية دمج ذوي الاعاقات في المجتمعات التي يعيشون فيها على اساس ما يمثلونه من قيمة ودور وفعالية وليس لاعتبارات انسانية فقط. وشرحت كيف واجهت بتصميم وعزم التحديات التي برزت بعد ان فقدت بصرها وهي في السابعة من عمرها، والدعم الذي لقيته من والديها اللذين نظرا الى اعاقتها كنقطة قوة وليس كنقطة ضعف ودفعاها الى التحلي بالامل والطموح.
وركزت على اهمية دمج ذوي الاعاقات في المدارس العامة وليس المدارس الخاصة بهم كي يصبح الدمج جزءا من الحل لأوضاع المعاقين، مشجعة على اقامة مدارس مدمجة وتعميمها في كل لبنان. واستذكرت منقارة مشاركتها في ورشة عمل اقيمت في القصر الجمهوري في بعبدا قبل سنوات برعاية وحضور سيدة لبنان الاولى ناديا الشامي، والشروحات التي قدمتها عن تجربتها لتشجيع ذوي الاعاقات على ان يكونوا فاعلين في المجتمع وليس على هامشه.
ورحب عون بالسيدة منقارة بعد تسلمها مركزها الجديد في وزارة الخارجية الاميركية، منوها بالنجاحات التي حققتها والتي اهلتها لتسلم مسؤولية رفيعة في الخارجية الاميركية، شاكرا جهودها الشخصية لدعم الملف الذي يشمل ذوي الاعاقات، وقال ان لبنان قطع شوطا كبيرا في الاهتمام بذوي الاعاقات سواء من خلال المساعدات التي تقدم لهم او الرعاية الصحية، كذلك من خلال تحقيق اندماجهم في المجتمع وقيامهم بدور فاعل فيه وازالة كل ما يعيق حياتهم الطبيعية.
ولفت عون الى ان ابواب القصر الجمهوري كانت ولاتزال مشرعة امام اصحاب الحاجات الخاصة حيث نظمت سلسلة برامج توعية لإزالة العوائق التي تعترض حياة هؤلاء الاشخاص الذين يتمتعون في غالبيتهم العظمى بإمكانات كبيرة يجب الاستفادة منها. وركز رئيس الجمهورية على اهمية الدمج، لافتا الى توفير كل التسهيلات الضرورية لتمكين ذوي الاعاقات والاحتياجات الخاصة من المشاركة في الانتخابات النيابية في 15 مايو المقبل. وأكد الرئيس عون حرصه على اصدار القوانين التي تصون حقوق اصحاب الاعاقات وتطويرها تباعا لتحقيق مواكبة دائمة لأوضاع هؤلاء.
الأنباء الكويتية