حيث توصلت دراسة جديدة إلى أن فناني الوشوم معرضون بشكل خاص للإصابة الجسدية المزمنة لأنهم يقضون ساعات طويلة في ممارسة حرفتهم في أوضاع مرهقة للجسم دون القدرة على الجلوس بشكل مريح أو غيرها من ضمانات أو سبل الراحة الأخرى.
ففي أول دراسة من نوعها، قام باحثان في جامعة ولاية أوهايو بالاتصال بعشرة فنانين وشوم بوسط أوهايو وحصلوا على إذن منهم لتزويدهم بأقطاب لقياس مجهود عضلاتهم أثناء العمل، وقد اكتشفوا أن جميع المشاركين في الدراسة قد تجاوزوا الحد الأقصى الموصى به من الجهد لتجنب الإصابة، وخاصة في عضلات الظهر والرقبة العلوية.
فنانين الوشوم معرضون لأمراض جسدية مزمنة
تقول (دانا كيستر) المؤلفة المشاركة للدراسة، أن النتائج التي توصلوا إليها لم تكن مفاجئة بالنسبة لهم، فعادة ما يعمل فناني الوشم على مقاعد منخفضة وصلبة ويجب أن ينحنوا فوق عملائهم مع رفع أعناقهم لمراقبة الوشوم التي يرسمونها عن كثب بدقة، كما تشير كيستر إلى اللوحة الشهيرة لنورمان روكويل "فنان الوشم" باعتبارها تصويراً مثالياً لوضعيتهم أثناء العمل، مضيفة أنهم غالباً ما يبقون في هذه الوضعية لمدة تصل إلى ثماني ساعات في المرة الواحدة مع أخذ فترات راحة قليلة، مؤكدة أن هذه وضعية افتراضي لإصابات الرقبة و الظهر المزمنة.
كما ووجدت كيستر وزميلتها كارولين سومريتش أن العضلات شبه المنحرفة، وهي تلك العضلات التي تربط شفرات الكتف بأي من جانبي الرقبة، كانت معرضة بشكل خاص للإصابة، خاصة وأن بعض فناني الوشم الذين عملوا لمدة ثلاث ساعات فقط، وليس ثماني ساعات كانوا قد تجاوزوا الحدود الموصى بها من الجهد بنسبة تصل إلى 25 %، مما يعرضهم بلا شك لخطر الإصابة بشكل غير عادي.
الجدير بالذكر أن ملا لا يساعد في حل المشكلة هو أن صناعة الوشوم التي بلغت أرباحها نحو 2.3 مليار دولار في عام 2013، غير منظمة تماماً. حيث يعمل جميع فناني الوشوم تقريباً في متاجر صغيرة كفنانين مستقلين، ولا يمتلك الكثير منهم تأميناً صحياً أساسياً، ناهيك عن حرمانهم من تعويض فقدان العمل والدخل بسبب إصابة مكان العمل.
علاوة على ذلك، على عكس أطباء الأسنان وأخصائيي صحة الأسنان الذين قد يعانون من إصابات مماثلة، لا توجد منظمة وطنية لوضع المبادئ التوجيهية الأساسية المريحة في صناعة الوشوم.