تكنولوجيا

يمكن أن تساعد السمنة في الحماية من الإصابة بأمراض معينة

من المؤكد أن السمنة ليست كلمة تتبادر إلى الأذهان عند التفكير في الصحة، ففي حين أن الانغماس في الأطعمة المليئة بالدهون المشبعة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن بسرعة

يمكن أن تساعد السمنة في الحماية من الإصابة بأمراض معينة

يمكن أن تساعد السمنة في الحماية من الإصابة بأمراض معينة

وجدت دراسة جديدة أنه قد يكون هناك جانب إيجابي لزيادة الوزن أيضاً، حيث يقول الباحثون عيادة مايو كلينيك في ولاية أريزونا أن السمنة يمكن أن تحمي الناس أحيانا من الإصابة بأمراض معينة.

فعلى الرغم من أن اتباع نظام غذائي غني بالدهون غير المشبعة قد يؤدي إلى تفاقم بعض الأمراض، يقول العلماء أن تناول الدهون المشبعة يمكن أن يساعد في الحماية منها، ويمكن أن تقدم نتائج هذه الدراسة إجابة لماذا يبدو أن للسمنة تأثير إيجابي أثناء المرض الحاد أو قصير المدى.

السمنة

يقول مؤلفي الدراسة أن أحد الأمثلة على ذلك هو التهاب البنكرياس الحاد، حيث قد تؤدي النظم الغذائية الغنية بالدهون غير المشبعة إلى تفاقم هذا المرض، في حين أن الدهون المشبعة قد توفر الحماية منه.

وقد كتب فريق الباحثين بقيادة البروفيسور فيجاي سينغ في مجلة Science Advances : " تبدو السمنة أحيانا وقائية من بعض الأمراض، و قد تم وصف مفارقة السمنة هذه في الغالب في التقارير الواردة من نصف الكرة الغربي خلال إصابة بعض الأشخاص بالأمراض الحادة ".

خلال الدراسة، حلل الباحثون بيانات مأخوذة من 11 دولة و أجروا تجارب على الفئران، وقد أشارت النتائج إلى أن الدهون الحشوية المخزنة حول أعضاء البطن ذات المحتوى العالي من الدهون غير المشبعة تؤدي إلى إفراز المزيد من الأحماض الدهنية غير المؤسترة التي تؤدي إلى إصابة الخلايا وحدوث الالتهاب داخلي و فشل الأعضاء حتى في الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم منخفض نسبياً، وفي الوقت نفسه تتداخل الدهون الحشوية ذات المحتوى العالي من الدهون المشبعة مع إنتاج هذه الأحماض الدهنية و تؤدي إلى التهاب البنكرياس الأكثر اعتدالا .

تجدر الإشارة إلى أن الأبحاث السابقة قد اكتشفت أن السمنة يمكن أن تمنح بعض الحماية للمرضى الذين يعانون من مشاكل طبية حادة مثل الحروق و الصدمات و جراحة القلب و الأوعية الدموية . و مع ذلك ، فإن التأثير الكامل لتكوين الدهون و تراكمها في الجسم على شدة المرض بقيت غير واضح حتى الآن .

و قد قام فريق من الباحثين بعيادة مايو كلينيك و كلية الطب بجامعة سانت لويس بتقييم كيف يمكن أن تؤثر أنواع الدهون التي يستهلكها الأشخاص في مجموعات سكانية مختلفة على تكوين دهون الجسم و ارتباطها الشديد بالتهاب البنكرياس الحاد .

حيث فعلوا ذلك باستخدام 20 تقريرا لتجارب سريرية من 11 دولة ربطت شدة التهاب البنكرياس بمؤشر كتلة جسم مقطوع يبلغ 30 درجة . كما و درسوا سبعة تقارير سريرية بمؤشر كتلة جسم مقطوع يبلغ 25 درجة ، و بيانات مأخوذة من منظمة الأغذية و الزراعة حول الدهون الغذائية المختلفة .

• يمكن أن للنظام الغذائي الصحيح أن يقلل أو يفاقم مرض التهاب البنكرياس؟

كشفت الدراسة عن وجود علاقة متوسطة بين نسبة مرضى التهاب البنكرياس و تناول الدهون غير المشبعة ، كما و كشفت أيضا أن نوعا حادا من هذا المرض يحدث لدى الأشخاص ذوي مؤشر كتلة الجسم المنخفض في البلدان التي تناولت طعاما يحتوي على نسبة أقل من الأحماض الدهنية المشبعة .

و لاختبار كيفية تأثير تركيبة الدهون على شدة مرض التهاب البنكرياس ، قام الفريق بتغذية الفئران إما بنظام غذائي غني بحمض دهني غير مشبع يسمى حمض اللينوليك ، أو بحمض دهني مشبع يسمى حمض البالمتيك .

فعندما تسببوا في حدوث مرض التهاب البنكرياس في الفئران المخبرية ، نجا 10 % فقط من الفئران التي اتبعت نظاما غذائيا غنيا بحمض اللينوليك بعد ثلاثة أيام . بالمقارنة ، نجا 90 % من الفئران التي تناولت حمض البالمتيك .

حيث يقول مؤلفو الدراسة أن الدهون المشبعة لا تتفاعل بشكل جيد مع إنزيم الليباز ثلاثي الجليسريد في البنكرياس ، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج الأحماض الدهنية غير الأسترة طويلة السلسلة الضارة .

كما و لاحظ المؤلفون أن العوامل الأخرى التي لم يدرسوها ، مثل الجنس و الخلفية الجينية و وجود أمراض أخرى ، قد تساهم أيضا في زيادة معدلات الإصابة بالتهاب البنكرياس الحاد لدى البشر .


المصدر: موقع Study Finds

يقرأون الآن