دور محوري جديد لفيتامين D

اتّضح أن فيتامين D لا يدعم الحالة المزاجية المتوازنة والمرونة المناعية فحسب، بل يساعد أيضًا القناة الهضمية، إذ تُشير الأبحاث الناشئة إلى أن حالة فيتامين D تؤثّر على مدى صحة الأمعاء والبكتيريا المفيدة للغاية.

فيتامين D وميكروبيوم الأمعاء

تلفت الأبحاث إلى أن فيتامين D يساهم في تكوين ميكروبيوم أمعاء متنوع، كما أنه يستعيد البكتيريا الجيدة على طول الجهاز الهضمي، مع مراعاة المحددات الأخرى للتنوع الميكروبي مثل العمر واستخدام المضادات الحيوية. لدعم صحة الأمعاء بشكل كامل، يبدو من الحكمة معالجة حالة فيتامين D، الذي يعاني ملايين البالغين من نقصه أو عدم كفايته حول العالم.

ويقول بروفيسور أدريان إف. غومبارت، أستاذ الكيمياء الحيوية في معهد لينوس بولينغ التابع لجامعة ولاية أوريغون، إن "مسار فيتامين D مهم في تنظيم الاستجابات المناعية وصحة الأمعاء. كما أن هناك جينات مختلفة تنظمها مستقبلات فيتامين D والتي يمكن أن تؤثر على سلامة حاجز الأمعاء والدفاعات المناعية في الأمعاء. مع نقص فيتامين D، يمكن للمرء أن يفترض أن التغييرات في هذه الجوانب من القناة الهضمية يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في تكوين الكائنات الحية الدقيقة".

ويحمي الميكروبيوم المعوي المتنوع، وهو مؤشر لصحة الجهاز الهضمي، من الغزاة غير المرغوب فيهم ويساعد على تحسين استخراج العناصر الغذائية والطاقة ويساهم في وظيفة المناعة الصحية، بما يعني هضمًا أفضل وحالة مزاجية وإدراكًا أفضل.

طريق ثنائي الاتجاهات

لا يؤثر فيتامين D على القناة الهضمية فحسب، بل تؤثر القناة الهضمية أيضًا على فيتامين D، لا سيما مدى امتصاصه، وهذا ما يجعله طريقا ذا اتجاهين.

وتُشير الأبحاث إلى أن امتصاص فيتامين D يتأثر بالجهاز الهضمي العلوي والبروتينات الموجودة فيه. بمعنى آخر، فإنّ الأمعاء الأكثر صحة تكون قادرة على امتصاص فيتامين D بشكل أكثر فعالية. لكن هناك مجال أكبر بكثير للفهم، وفقًا لغومبارت، إذ يعد مجالًا ناشئًا للبحث، وستسمح الدراسات الإضافية بمعرفة أفضل وأعمق لهذا التفاعل المهم.

يقرأون الآن