وبالتالي، فإن الزهور لا تفيد الحشرات فحسب، بل تساعد المزارعين على الزراعة بشكل مستدام أيضاً، كما أن الحشرات المفترسة ماهرة في مكافحة الآفات الزراعية التي يقلل صيدها من الحاجة إلى استخدام المبيدات الزراعية.
فحتى الآن، كان يعتقد أن الحشرات المفترسة تحتاج إلى صيد فرائسها للبقاء على قيد الحياة، ولكن في دراسة مراجعة منهجية أجريت في قسم العلوم النباتية والبيئية بجامعة كوبنهاغن، قام الباحثين بجمع ومقارنة وتحليل البيانات من الدراسات العالمية لاستنتاج أن معظم الحيوانات المفترسة تستفيد بشكل كبير من الزهور ، و أنه يمكنها حتى البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة من الزمن بتناول الرحيق و حبوب اللقاح فقط . و بالتالي ، يمكن للمزارعين استغلال الأمر لهزيمة الآفات من خلال دمج بعض النباتات المزهرة و الأزهار في حقولهم .
النظم الغذائية
و قد قالت الأستاذة المساعدة لين سيجسجارد من قسم علوم النبات و البيئة بجامعة كوبنهاغن : " من خلال زراعة النباتات المزهرة و الأزهار بجانب الحقول ، يمكن للمزارعين أن يضمنوا إمدادا وفيرا و دائما من الحشرات المفترسة مثل الحوامات و آكلات الذباب و عث الفيتوزيد و الخنافس ذات البقعتين . حيث أن حبوب اللقاح و الرحيق هي أغذية يمكن أن تعيش عليها الحشرات المفيدة عندما لا تكون الآفات موجودة ، كما و توفر هذه النباتات أنواعًا أخرى كثيرة من الحشرات للفريسة أيضا . فمن خلال زراعة مجموعة متنوعة من الزهور التي تتفتح في وقت مبكر و متأخر من الموسم الزراعي ، يمكن للمرء أن يضمن التأثير الأمثل الذي يضمن بقاء الحشرات المفترسة طوال موسم الزراعة ".
و أضافت : " هذه أخبار جيدة للصناعة الزراعية بلا شك ، حيث أن المكافحة الفعالة للآفات الزراعية يمكن أن تساعد في تقليل استخدام المبيدات . و علاوة على ذلك ، فإن وجود المزيد من الأزهار يزيد التلقيح و التنوع البيولوجي ، حيث تجذب المزيد من الحشرات و الملقحات إلى الحقول ".
بالإضافة إلى ذلك ، يؤكد الباحثون أنه من أجل وصول الحشرات المفترسة إلى رحيق الأزهار ، يجب زراعة الزهور المفتوحة التي يسهل الوصول إليها ، حيث أن الحشرات المفترسة غير مجهزة بأنابيب التغذية الطويلة التي يمتلكها النحل ، و من الأمثلة على الزهور المفتوحة و المفيدة نبات الجزر البري و نبتة عين الثور و الشبت و الهندباء .
ومع ذلك، ليست كل الحشرات المفترسة متشابهة . فمن بين 17 نوعا من الحشرات المفترسة التي تم اختبارها مع أكثر من نوع واحد من الزهور ، عاشت تسعة أنواع ، بما في ذلك آكلات الذباب و الخنافس ذات النقطتين لفترة أطول في ظل وجود الزهور ، بينما لم تكن أعمار الأنواع المتبقية ، بما في ذلك العث المفترس ، أطول بشكل ملحوظ .
المصدر: مجلة Science Daily