لماذا لم يُصب البعض بكورونا؟

نجح البعض في اجتياز موجة الإصابات بفيروس كورونا والتي انتشرت بسبب ظهور المتحور أوميكرون شديد العدوى، ولم يصابوا بالعدوى بعد مرور أكثر من عامين من ظهور الجائحة.

ويرجع بعض الأشخاص عدم إصابتهم بالوباء إلى اتباعهم الاحتياطات المعنية بمكافحة كورونا بعناية. ويرجح آخرون سبب عدم الإصابة رغم مخالطة شخص ثبت لاحقاً أنه مصاب، إلى حسن الحظ.

ولا يزال البعض الآخر يتساءل عما إذا كانوا أصيبوا دون أن تظهر عليهم أعراض، وبالتي لم يتم اكتشاف الإصابة. أو ربما ظهرت عليهم الأعراض ولكن جاءت نتيجة اختبارهم سلبية بسبب أخذ العينة بطريقة غير صحيحة، أو لأن توقيت أخذ العينة كان غير مناسب لذلك.

التفسير العلمي... وفرضيات معقولة

تتعمق المحاولات العلمية المعنية بتفسير ذلك بقدر أكبر، دون أن تتوصل إلى إجابة واحدة محددة عن سبب عدم إصابة بعض الأشخاص بكورونا حتى الآن. وربما يرجع السبب وراء ذلك إلى عدة العوامل.

وفال مدير قسم الأمراض المعدية وطب الجهاز التنفسي في مستشفى جامعة شاريتي بالعاصمة الألمانية برلين الدكتور لايف إريك زاندر: "يبدو أن هناك عدداً من الفرضيات المعقولة".

واضاف: "أولاً، من المهم أن نضع في الاعتبار أن هناك عدداً كبيراً من إصابات فيروس كورونا التي تحدث دون أن يلاحظها أحد على الإطلاق، أو التي لا يتم ملاحظتها بشكل واسع. كما أنه من الواضح أن تكرار إجراء الاختبار يلعب دوراً في الكشف عن الإصابة. وفي حال لم يتم إجراء الفحوصات بانتظام، فإن هناك فرصة أكبر لعدم معرفة هل كانت هناك عدوى خفيفة، أو بدون أعراض. من ناحية أخرى، يمكن أن تلعب الجينات الوراثية دورا أيضا في إصابة المرء بمرض "كوفيد 19-".

فصيلة الدم

ويوضح عالم الفيروسات ديتمير أن جزيئات الـ "إتش إل إيه" أو "مستضدات الكريات البيضاء البشرية" (وهو اسم لمعقد التوافق النسيجي الكبير لدى البشر)، التي يتم ترميزها من خلال مجموعة من الجينات، تلعب دوراً مهماً في استجابة الجسم المناعية تجاه مسببات الأمراض، مضيفاً أن فصيلة دم الشخص أيضاً، لا تؤثر فقط على حدة المرض، ولكن ربما تؤثر أيضاً على قابلية إصابة الشخص بالفيروس.

دور اللقاحات في تقليل العدوى

وغالبا ما يتم الاستهانة بقدر الحماية التي توفرها اللقاحات المضادة للفيروس. واعتبر زاندر إنه رغم أن مستويات الأجسام المضادة الموجودة في الدم، والقادرة على الاختلاط بفيروسات كورونا الغازية للجسم وإبطال تأثيرها، تتراجع بعد مرور بعض الوقت بعد الحصول على اللقاح، "تظل الحماية عالية رغم ذلك لعدة أشهر... ويؤدي ذلك أيضاً إلى تقليل العدوى".

وتختلف الاستجابة المناعية للقاحات المضادة لمرض "كوفيد 19-" من شخص لآخر. ورأى أنه "في حال كانت الاستجابة جيدة بشكل خاص، فإن الحصول على اللقاح مع وجود عدوى سابقة بأحد فيروسات كورونا الأربعة الشائعة، يمكن أن يكون له دور أيضاً".

ووفق ديتمير، تم التوصل إلى وجود فئة فرعية معينة من الأجسام المضادة تعمل على توفير حماية جيدة بشكل خاص من الإصابة بفيروس كورونا، قائلاً: "قياسها معقد، لذلك فإنه لن يعرف أحد في الوقت الحالي ما إذا كان لديه هذه الأجسام المضادة أم لا". 

يقرأون الآن