تكنولوجيا

الدهون المشبعة قد تقلل من حدة التهاب البنكرياس

وجد فريق من الباحثين بعيادة مايو كلينيك وكلية الطب بجامعة سانت لويس وكلية الطب بجامعة واشنطن أدلة تشير إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة التي تحتوي على دهون مشبعة قد يكون لديهم أعراض أقل حدة إذا ما أصيبوا بالتهاب البنكرياس، ففي دراستهم الجديدة المنشورة في مجلة Science Advances العلمية المرموقة، قام الباحثين بمقارنة البيانات الخاصة بمرضى التهاب البنكرياس وأنظمتهم الغذائية اليومية.

الدهون المشبعة قد تقلل من حدة التهاب البنكرياس

الدهون المشبعة قد تقلل من حدة التهاب البنكرياس

وعلى مدى عدة سنوات، كان علماء الطب يعانون من مفارقة السمنة، والتي يبدو فيها أن بعض مرضى السمنة يتحسنون عند علاجهم لحالات معينة مقارنة بالمرضى غير البدينين، وفي هذه الدراسة الجديدة، سعى الباحثين إلى الوصول إلى فهم أفضل لسبب حدوث ذلك في بعض الأحيان من خلال التركيز على مرض التهاب البنكرياس.

تجدر الإشارة إلى أن الدراسات والأبحاث السابقة قد أوضحت أنه يمكن أن يصاب الشخص بالتهاب البنكرياس بسبب مجموعة متنوعة من الأحداث، مثل إجراء جراحة في البطن أو شرب الكثير من الكحول، وأن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب البنكرياس من غيرهم، على الرغم من عدم معرفة سبب ذلك، وقد ألقى الباحثين في دراستهم هذه نظرة فاحصة على الرابط بين التهاب البنكرياس واستهلاك الدهون، سواء أكانت دهونا مشبعة أو غير مشبعة.


التهاب البنكرياس المزمن

الجدير بالذكر أن الدهون المشبعة هي تلك الدهون الموجودة في اللحوم والزبدة و الجبن وغيرها من الأطعمة، في حين توجد الدهون غير المشبعة في النباتات والأسماك، وقد أشارت الأبحاث السابقة إلى أن الأشخاص سيكونون أكثر صحة إذا ما قللوا من استهلاك الدهون المشبعة وتناولوا المزيد من الدهون غير المشبعة، حيث ارتبطت الدهون المشبعة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسمنة، كما أبلغ الباحثون عن استثناءات لهذه القاعدة، مما أدى إلى ما يعرف باسم مفارقة السمنة.

ولمعرفة المزيد عن الصلة بين تناول أنواع مختلفة من الدهون والتهاب البنكرياس، درس الباحثين بيانات مأخوذة من 20 تقرير إكلينيكي من 11 دولة حول العالم، حيث تم رصد استهلاك الدهون لمرضى السمنة، وقد وجدوا أن المرضى الذين تناولوا وجبات غنية بالدهون المشبعة والذين أصيبوا أيضاً بالتهاب البنكرياس كانوا يعانون من أعراض أقل حدة مقارنة بالمرضى الذين اتبعوا نظاما غذائياً يحتوي على نسبة أكبر من الدهون غير المشبعة.

فبعد اندهاشهم بالنتائج التي توصلوا إليها، أجرى الفريق تجارب على فئران المختبر حيث أطعموا بعضها نظاماً غذائياً غنياً بالدهون المشبعة وأخرى غير مشبعة، ثم تسببوا في إصابة الفئران بالتهاب البنكرياس، وقد وجدوا أن الفئران التي تغذت على الدهون المشبعة ظهرت عليها أعراض أقل حدة أيضاً، وبعد إلقاء نظرة فاحصة وجد الباحثين أن الدهون المشبعة لا تتفاعل بشكل جيد مع ليباز ثلاثي الجليسريد في البنكرياس، مما أدى إلى إنتاج أقل لسلسلة طويلة من الأحماض الدهنية غير الأسترية، وتقليل أعراض التهاب البنكرياس.


المصدر: مجلة MedicalXpress

يقرأون الآن