انتهت حال بعض القرى اللبنانية الى العتمة الشاملة، بعدما وصل تقنين شركة كهرباء لبنان الى حدود "اللا كهرباء"، في حين أصبح عدد كبير من المولّدات عاجزاً عن الاستمرار.
المولّدات وصلت الى الخط الأحمر، وبدأت تطفئ تباعاً في الكثير من البلدات والمناطق اللبنانية، معلنة استسلامها للأزمة التي أنهت هذا "العهد القوي" الذي ناب عن الدولة طوال عقود.
عصام صاحب أحد المولّدات في قرية ريفية، شرح لموقع mtv الأسباب التي دفعته الى إطفاء مولّده، "ففي ظل الأزمة الخانقة التي وصل اليها البلد وتفاقم المشاكل والعقبات التي باتت تعيق عملنا اضطررنا للتوقف، وأهم هذه الأسباب هي ارتفاع سعر برميل المازوت من ٢٦٠٠٠٠٠ إلى حوالى 8 ملايين ليرة لبنانية، هذا إضافة الى انخفاض الاشتراكات وانخفاض المجموع العام للصرف بسبب تزايد عدد المنازل التي توجهت إلى الطاقة البديلة".
وهنا تكمن المشكلة الأساسية، فإن اتجاه اللبنانيين الى خيار الطاقة الشمسية وارتفاع عدد المنازل التي قامت بتركيب الطاقة أدى إلى انخفاض الصرف على شبكة المولّدات، التي لم يعد باستطاعتها الاستمرار، والأمور فاقت طاقتها وقدرتها على البقاء.
عصام يفيد بأن اتجاه قسم كبير من الأهالي الى اعتماد الطاقة الشمسية والغاء اشتراك المولّد أدى الى ارتفاع سعر الكيلو واط الواحد، وبالتالي ستكون الفاتورة خيالية نسبة لباقي الأهالي الذين لم يتجهوا بعد الى خيار الطاقة البديلة، والذين يشكلون الحلقة الاجتماعية الأضعف والذين باتوا فريسة للظلمة في كل القرى التي أطفأت المولّدات فيها.
للأسف الطاقة الشمسية لن تضيء بيوت الفقراء في لبنان، فتكلفة الـ5 أمبير، والتي تعتبر الأقل كلفة وهي عبارة عن لوحين فقط مع اللوازم التابعة لها، هي بحدود الـ1500 دولار أميركي، إذا لم تُستخدم أفضل الماركات، وعائلات كثيرة لا تمتلك القدرة لشرائها، حتى ولو اتجهت الى خيار قرض الطاقة من مصرف الإسكان نظراً للشروط التعجيزية المفروضة.
واقع حزين بدأت تعيشه معظم البلدات، ومرشّح الى ازدياد. وصحيح أن كثيرين سيتجهون هذا الصيف الى الطاقة الشمسية، إلا أن الفئة التي ستبقى ستكون هي المهمّشة، ويمكن أن نتوقع في ظل أي ظروف نفسية وعاطفية واجتماعية يمكن لهكذا عائلات أن تعيش.
نادر حجاز - موقع mtv