دشّنت زيارة النائب فريد الخازن الى رئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل موسم الاتصالات واللقاءات التي تسبق عادةً استحقاق الانتخابات الرئاسيّة.
دافع الخازن، منذ أشهر، عن نظريّة "الانفتاح على باسيل". اختار أن يترجم النظريّة الى فعل، بعد الانتخابات النيابيّة. لن تكون الزيارة الى باسيل الأخيرة. ولن يكون باسيل، أيضاً، الوحيد الذي سيزوره الخازن الذي يبدو أنّه سيعبّد الطريق أمام زياراتٍ سيقوم بها رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة الذي عاد الى لبنان بعد عطلة خارجيّة استمرّت ٢٥ يوماً.
كانت العطلة الصيفيّة مبكرة، قبل التفرّغ للمعركة الرئاسيّة التي ستستوجب زيارات عدّة سيقوم بها فرنجيّة وسيفاجئ بعضها الرأي العام. هناك من يقول، في محيط فرنجيّة: "لازم نحكي مع الكلّ"، وهو ما يؤمن به رئيس "المردة" الذي يبحث عن رئاسة يتعلّم فيها من أخطاء عهد الرئيس ميشال عون: لن يبحث عن توريث، ولن يسعى الى تسويات، ولن يحتكر التعيينات، ولن يخوض معركة الصلاحيّات لكسر الآخرين، وسيبني الجسور التي تهدّمت…
وإذا كان فرنجيّة المتقدّم في السباق الرئاسي، فهو ليس، حتماً، المتسابق الوحيد. فرصة قائد الجيش قائمة، خصوصاً إذا وقع الفراغ الرئاسي. "الرئيس الوسطي" صفة تجد صداها عند الكثير من القوى والأحزاب، ولا يرفضها حزب الله بالمطلق. نتحدّث هنا عن رئيس لا يشكّل تحدّياً لأحد، مثل زياد بارود وناصيف حتي وآخرين.
وفي الكواليس، هناك من يستعدّ للدخول في السباق أيضاً، وسنشهد، بعد تمرير ذكرى انفجار المرفأ التي ستشكّل الحدث لأيّام، ترشيحاً رسميّاً الى الرئاسة لشخصيّة من خارج الأسماء المتداولة. ترشيحٌ مفاجئ، بالإسم والشكل والرسالة.
من هنا، فإنّ "الموسم" الذي افتتحه الخازن سيصبح أكثر نشاطاً بعد منتصف شهر آب، على بعد أسبوعين من بدء المهلة الدستوريّة لانتخاب رئيس، علماً أنّ التوافق على مرشّح قادر على تأمين الأصوات المطلوبة للفوز سيحتاج الى لقاءات وتدخلات واستجابة لشروط، من دون أن نغفل عن العامل الخارجي خصوصاً أنّ ملف الترسيم سيصبح، بالتزامن مع "الزمن الرئاسي"، قريباً من خواتيمه.
لن تكون "معركة" فرنجيّة عفويّة، بل سيخوضها بطريقة مدروسة، داخليّاً وخارجيّاً، سياسيّاً وإعلاميّاً. إلا أنّ مرشّحين غيره يتحرّكون أيضاً، ولو بعيداً عن الأضواء، بانتظار "الانقضاض" في التوقيت المناسب، أو البقاء في الظلّ إن لم تتوفّر الظروف.
سيكون آب لهّاباً بـ "المواعيد الرئاسيّة"، استعداداً لما بعد الأول من أيلول، من دون أن نستبعد خيار تعطيل النصاب، وهو السلاح الذي قد يُستخدَم من فريقٍ آخر هذه المرّة، خصوصاً في وجه فرنجيّة.
داني حداد - موقع mtv