لا تزال الأنظار متجهة الى الأهراء التي تصاعدت منها سحب من الغبار، فيما تعمل القوى الأمنية على حماية المكان خوفاً من إمكانية سقوط الأهراء في أيّ لحظة.
وقال وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور ناصر ياسين عبر "النهار" أن "كمية 6,500 طن من الحبوب كانت موجودة، واستطعنا خلال أشهر قليلة إخراجها بدعم من السفارة الفرنسية ومعالجتها بطريقة مدروسة بيئيا، وتحوّلت الحبوب إلى حطب صناعي فيما بعد".
لكنه لفت إلى أن "آلاف الأطنان ما زالت موجودة داخل الأهراء، ومنها 3000 طن من القمح داخل الصوامع، 900 طن منها في الصوامع التي احترقت، وهذه كمية كبيرة، تتعرض للتخمّر والاحتراق الذاتي نتيجة ظروف الطقس، وثمة لجنة علمية تتابع الوضع، ونصحت بعدم رش المياه لعدم زيادة نسبة الرطوبة وبالتالي زيادة الاشتعال".
وذكر أن "وضع الصوامع في الجهة الشمالية من الأهراء تأثر، وثمة مستشعرات ترصد أوضاع الأهراء، فيما الشق الجنوبي مستقر"، لافتاً إلى أن "عملية الانحاء زادت في الأيام الماضية، ما قد يؤدي إلى تساقط أجزاء من الجهة الشمالية".
ورداً على سؤال عن موعد السقوط وحجمه، أجاب ياسين بأنه "لا يمكن أن نعلم متى تسقط الأهراء، كما لا نعرف حجم السقوط، لكننا نرصد التغيير الحاصل الذي يزيد مع تقدّم الوقت، وفي السابق رصدنا إنحناء 2 ملم خلال 24 ساعة، واستقر الانحناء على هذا الرقم طيلة سنة، لكن في الأسابيع الماضية، بدت الحركة تزيد بسرعة ملحوظة، ورصدت المستشعرات انحناء 2,5 ملم في الساعة بدل أن تكون خلال 24 ساعة، وهذه الحركة تزيد".
وعن الإرشادات المتعلقة بالسلامة العامة في حال السقوط، ومدى الحاجة لإخلاء المناطق المحيطة، أشار ياسين إلى أن "لا حاجة لإخلاء السكان من المناطق المجاورة"، وكشف أنه تواصل مع مؤسسة كهرباء لبنان لمحاولة توفير الطاقة الكهربائية للمناطق التي تقع قرب المرفأ وعلى مسافة 1500 متر، بهدف تأمين التبريد في ظل الظروف المناخية الحارة، والتي ستتأثر بالغبار في حال السقوط الأمر الذي سيمنع من فتح النوافذ، لكن لا جواب حتى الساعة.
ولفت ياسين إلى أن "ملف مرفأ بيروت كان ضمن أولوياتي وعلى جدول أعمالي منذ تشكيل الحكومة، خاصةً عندما علمت أن كميات كبيرة من الحبوب كانت خارج الأهراء تتخمّر بفعل الحرارة والظروف المناخية".