أميركا وإسرائيل تستعجلان الترسيم... فما السبب؟

الترسيم البحري الحدودي مع اسرائيل طغى على ما عداه من ملفات لبنانية عالقة، حتى انه تعدى المشكلة الاساس العالق عندها تشكيل حكومة جديدة قادرة على مواكبة المرحلة المقبلة المشوبة بالتحديات المحلية والاقليمية. وما تسرب من معلومات عن زيارة الوسيط الاميركي لبيروت اموس هوكشتاين، لا يؤشر لشيء من الوضوح انما ابقى الملف ضمن الدائرة الرمادية القابلة للتأويل والتفسير، على أمل وضوح نتائجه النهائية بعد عودته الموعودة في الاسابيع القليلة المقبلة بعدما قيل ان لبنان نجح في انتزاع حقه من اسرائيل.

والخوف من ان تكون الضبابية التي اتصف بها كلام هوكشتاين تنطوي على مزيد من التأجيل والتسويف، سيما وانها ليست المرة الاولى التي يزور فيها لبنان، ويعرب خلالها عن تفاؤله بقرب الوصول الى اتفاق واستعداده للمضي قدما في المفاوضات غير المباشرة التي يقودها. علما انه حتى الساعة لم ينتزع موافقة اسرائيلية على المطلب اللبناني ما يستدعي التساؤل عما أتى به إذا.

جوابا يقول رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والابحاث العميد الركن السابق في الجيش اللبناني هشام جابر لـ"المركزية": "ان اميركا واسرائيل على عجلة من امرهما لتمكين تل ابيب من الانتاج وتصدير الغاز قبل فصل الشتاء والصقيع الى الحلفاء الذين يعانون النقص واوروبا المحرومة من المادة نتيجة الحرب الروسية - الاوكرانية. من هنا كان الدفع باتجاه أستكمال ملف الترسيم مع لبنان. اضافة الى أن هناك خشية كبيرة لديهما من ان تؤدي التطورات في المنطقة الى عمل عسكري لا يريده الجميع يحول دون ترجمة الالتزامات الاسرائيلية المقطوعة لاوروبا وغيرها بايصال الغاز في اوانه ما يرتب محاذير سياسية واقتصادية كبيرة غير قادر احد على تحملها".

ويتابع جابر مثنيا على "الموقف اللبناني الموحد المتمسك بالحقوق والرافض لكل اشكال التطبيع المستتر من خلال الطروحات المشتركة في البلوكات والانتاج، مؤكدا صحة التمسك بحقل قانا مقابل كاريش ومعتبرا ان العراضات العسكرية التي قام بها حزب الله كانت نافعة وداعمة للموقف الرسمي الذي تجسد في الاجتماع الرئاسي الثلاثي مع هوكشتاين".

ويختم مطالبا بانشاء "هيئة او صندوق خاص للملف النفطي بعيدا عن الازلام والمحاسيب والاحزاب للعمل بجدية على ادارة الثروة المستخرجة وحسن استثمارها للنهوض بالبلاد من الكارثة التي انزلقت اليها سيما وان شركة توتال الفرنسية اعلنت والرئيس ايمانويل ماكرون عن الاستعداد الكامل لبدء الحفر والانتاج في الحقول اللبنانية".  

المركزية

يقرأون الآن