على وقع تفاؤل لبناني بقرب إنجاز اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع العدو الإسرائيلي، بعد أنباء عن عودة الوسيط الأميركي في ملف الترسيم آموس هوكستين إلى لبنان قريباً، حاملاً الرد الجديد، بعد مباحثاته الأخيرة في لبنان، شن الاحتلال حرباً دموية في غزة، منفذاً اغتيالات في صفوف حركة الجهاد الإسلامي، المحسوبة على إيران وحزب الله.
وتعززت المخاوف اللبنانية من تحريك جبهة الجنوب للتخفيف عن غزة، بعد كلام لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اسماعيل قآني، اعتبر فيه أن ما يجري في غزة هو «آخر ضربة للكيان الصهوني لإزالته من الوجود»، وأن «إيران تدعم حزب الله الذي حقق تقدماً جيد،اً ويعتمد حالياً على قدراته الداخلية».
مصادر لبنانية قرأت في هذا الكلام مؤشراً إلى احتمال توسّع حرب غزّة، لتبلغ آفاقاً إقليمية، قد لا ينجو منها لبنان، لافتة في المقابل إلى أن التصعيد الصهيوني لا يخلو من رسائل نارية، تتجاوز توجيه ضربة لـ «الجهاد الإسلامي»، لتصل إلى «حزب الله»، وتهديدات أمينه العام حسن نصرالله، الذي توعد بحرب مفتوحة مع الكيان، وقصف منشآته البحرية والغازية، في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق في أيلول المقبل.
في المقابل، استبعدت تقارير دبلوماسية وصلت إلى بيروت في الساعات الماضية أي ربط بين العدوان على غزة واحتمال تفجير الوضع على الحدود مع لبنان.
وبسبب هذه التقارير، فإن الحديث الذي تسرب من الأوساط المصرية عن احتمال مشاركة حزب الله في العمليات العسكرية، لملاقاة ما يجري في غزة «غير جدي» حتى الساعة، بالنظر إلى موانع عدة، تمنع توريط لبنان في هذه العملية، التي اعتبرت محدودة في توقيتها وشكلها ومضمونها.
أنديرا مطر - القبس