تلحق الضربات الجوية الإسرائيلية دمارًا بلبنان قد يعيد اقتصاده سنوات إلى الوراء، لكن سندات الدولة المتعثرة عن سداد ديونها قفزت إلى أعلى مستوياتها في عامين، حيث ارتفعت بنسبة مذهلة بلغت 44 في المئة منذ أواخر أيلول/ سبتمبر، مع تهافت التجار على شرائها بأسعار زهيدة.
ويعتقد المستثمرون أن إضعاف "حزب الله" قد يؤدي إلى إحداث تغيير في النظام السياسي اللبناني المنقسم، وربما يقود إلى خطة اقتصادية لإخراج البلاد من وضع التخلف عن السداد، بحسب تقرير لوكالة "رويترز".
وقال أنتوني سيموند من شركة أبردين: "السبب وراء ارتفاع السندات هو أن السوق تعتقد أن الطبقة السياسية اللبنانية قد تتمكن أخيرًا من الاتفاق على مسار سياسي للمضي قدمًا وخطة للإصلاح الاقتصادي بدون وجود حزب الله في الصورة".
وأضاف: "هذا من شأنه أن يمهد الطريق لإعادة هيكلة السندات الدولية في نهاية المطاف".
وبرغم الارتفاع لا تزال السندات اللبنانية بالدولار المستحقة في عام 2025 عند 8.5 سنتًا، وهو رقم أقل بكثير من مستوى 70 سنتًا الذي تعتبر فيه السندات متعثرة.
وقال مدير محافظ في شركة "نيوبرجر بيرمان" كان نازلي: "بدأت السندات اللبنانية في الحصول على عروض بعد وفاة السيد حسن نصر الله".
وأضاف نازلي: "كان لبنان في فئة لا يمكن أن يزداد الأمر سوءًا عما هو عليه"، مضيفًا أن الأحداث الأخيرة قد تؤدي إلى التغيير.
وقالت وكالة ستاندرد آند بورز العالمية للتصنيف الائتماني في الأسبوع الماضي إن العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان "فرض ضغوطًا شديدة" على الاقتصاد اللبناني المتضرر بالفعل، ومن شأنه أن "يؤخر الإصلاحات الاقتصادية والمالية، والتعافي على المدى الأطول...".