وصل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى مقر انعقاد القمة الخليجية الأوروبية من أجل رئاسة وفد بلاده في القمة الخليجية - الأوروبية التي تعقد في بروكسل، حيث تحظى القمة بأهمية لافتة باعتبارها أول قمة تعقد على مستوى رؤساء الدول والحكومات منذ تدشين العلاقات الرسمية بين الجانبين منذ عام 1989، وبمشاركة 33 رئيس دولة ورئيس وزراء، فضلاً عن كونها تأتي في إطار رغبة دول مجلس التعاون، على رأسها السعودية، في تعزيز مستوى العلاقات الاستراتيجية مع الدول والتكتلات العالمية، فضلاً عن رفع مستوى التنسيق الدولي حيال الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
يقول جاسر الجاسر، الباحث السياسي السعودي، إن القمة الخليجية - الأوروبية استغرق التحضير لأجندة أعمالها التي تضم ملفات أمنية وسياسية واقتصادية مدة عامين، فيما تضم جدول أعمال متفقاً عليه، فضلاً عن مجموعة من الرؤى والتصورات الأوروبية - الخليجية.
وأضاف لـ"نشرة الرابعة" أن القمة التي تشهدها بروكسل ليست مجرد اجتماع لكبار القادة بل إنها قمة عمل، مشيراً في الوقت ذاته إلى أهمية التحركات الفاعلة لمجلس التعاون الخليجي على صعيد سياسي - اقتصادي يتناغم مع الاتحاد الأوروبي، فيما تتوافر جملة توافقات خليجية - أوروبية في بعض الملفات، موضحاً أن التكتلين أصبحت لديهما القدرة على صوغ الرؤية الخاصة في بناء المستقبل الخليجي.
من جهته، يعتقد عبد العزيز العنجري، رئيس مركز ريكونسنس للبحوث والدراسات الكويتي، بأن دول الاتحاد الأوروبي باتت ترغب بحاجة محلة في تعظيم أواصر العلاقات بين التكتلين، قائلاً: تغير شكل العلاقات بين التكتلين حيث أصبحت في الوقت الراهن علاقة ديناميكية، وتتجه الأعين الأوروبية بصفة دائمة نحو مجلس التعاون الخليجي نتيجة رغبة دوله في ضمان تحقيق وتيرة نمو اقتصادي.
في هذه الأثناء، حققت دول الخليج نمواً واضحاً في الشراكات الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، خاصة تلك التي أُعلن عنها في عام 2022م، إضافة لبلورة رؤية مستقبلية تعزز مسائل التعاون في قضايا الأمن الإقليمي ومواجهة ما يحيط بالمنطقة من تحديات.