منوعات

الرسم على الجدران... وسيلة الشباب الإفريقي لتمرير الرسائل

الرسم على الجدران... وسيلة الشباب الإفريقي لتمرير الرسائل

يتخذ بعض الشباب الأفارقة فن الرسم على الجدران وسيلة لانتقاد أوضاعهم المعيشية ونقل رسائل من الواقع إلى حكامهم ومجتمعاتهم للمطالبة بحقوقهم، ويجدون في هذا الفن سبيلاً للتعبير عن حاجتهم لها بشكل واضح في دول تعاني من تدني مستوى الحريات، بالتالي تكون الرسائل عبر الرسم على الجدران أكثر تقبلاً وأيضاً أكثر انتشاراً على اعتبار أنها معروضة بالشوارع ومتاحة للجميع.

ورغم انتشار استعمال وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة للتعبير عن الآراء والانشغالات سرق الأضواء إلى حد ما من فن الرسم على الجدران، إلا أن المهتمين بهذا الفن يرون أن الخصوصية التي تتميز بها بعض الدول الأفريقية حافظت على أهمية فن "الغرافيتي" في تمرير رسائل الشباب وانتقاد الأوضاع.

يحمل رسائل سياسية

في شوارع أبيدجان وباماكو ونيامي جداريات جميلة تضفي على تلك العواصم بغرب إفريقيا جمالاً وفناً يكسر رتابتها ويمنحها حياة من خلال القصص التي يرويها رساموها بطريقة مختلفة بالألوان والأشكال وبالمزج الفريد بين ثقافتهم وتاريخهم الممتد لآلاف السنين بأبعاده الروحية والدينية، وبين الفن الحديث وتمثلات واقعية. فلم تعد الجداريات تلك اللوحات الفنية البسيطة والتي كان ينظر إليها على أنها "خربشات" أو رسومات تخطيطية، بل أنها باتت جذابة وغاية في الإبداع، وناطقة بكل ما يريده راسمها ومعقدة أحياناً بما يكفي لتمرير رسائل أشد وقعاً من أي رسائل أخرى.

في هذا الصدد يقول ياياه سيداو، الذي احترف رسم الجداريات منذ سنوات، أن اللوحات الجدارية تحمل رسائل مركزة وشديدة التأثير على مدى زمني بعيد لأنها تظل أحياناً لخمس سنوات دون أن يتم تغييرها. ويضيف: "في أحيان كثيرة تكون الجداريات معقدة وفي نفس الوقت جذابة وبارعة. وهو فن شعبوي بعيد عن النخبة والحاجة إلى دور العرض والمتاحف... فكل شاب يجيد فن الرسم يمكن أن يبدع ويوصل رسالته على جدار مهمل في مدينة ما".

يعتبر سيداو أن فن الرسم على الجدران بمثابة ثقافة مضادة ولدت بشكل عفوي وتطورت تدريجياً لتصبح واحدة من أكثر أشكال التعبير في غرب افريقيا حالياً. ويقول في حديثه لـ"العربية.نت" إن "الشباب في غرب إفريقيا يستغلون هواياتهم للتعبير عن أنفسهم وواقعهم رغم ما تعاني منه غالبيتهم من قمع وبطالة وفقر.. بالتالي فقد أصبح الغرافيتي سلاحاً في أيدي هؤلاء الشباب يعبرون به عن تطلعاتهم ورغباتهم واهتماماتهم".

ويؤكد أن الرسم على الجدران أصبح شكلاً فنياً مقبولاً بشكل عام في دول غرب افريقيا، فبعد أن كان الرسامون يجدون صعوبة في اقناع ملاك البنايات بالسماح لهم باستعمال الجدران، أصبح الملاك يتبرعون بجدرانهم بشكل تلقائي ويبحثون عن الفنانين المعروفين من أجل جداريات جميلة ومميزة.

ويطالب المتهمون بالجداريات بدعم الفنانين لإضفاء مزيد من الفن والجمال على المدن الافريقية، وتطور هذا الفن الحضري الذي لا تزال يعوقه الكثير من الصعوبات المادية.

يقرأون الآن