ارتفعت حدة الغارات الإسرائيلية على لبنان لا سيما البقاع الشمالي، وقد تركزت خلال الساعات الماضية على بعلبك ومقنة والقصير على الحدود مع سوريا، وأدت الى سقوط قتلى وجرحى.
ترافقت هذه الغارات مع شائعات تتعلق بنوح زعيتر والمعروف عنه بأنه تاجر مخدرات، إلا أن محامي زعيتر المحامي اشرف الموسوي أصدر البيان التالي: "كل مايتم تداوله عن إغتيال المدعو نوح زعيتر هو عار عن الصحة، إقتضى التوضيح".
نوح زعيتر
ويجاهر نوح زعيتر اللبناني المطلوب للعدالة بمئات الجرائم، بانه يزرع القنب الهندي ويتاجر به، لكنه يؤكد ان ذلك لم يكن خيارا بل فرضته الظروف في بلدته الصغيرة الواقعة في شرق لبنان.
ويتنقل زعيتر (44 عاما) الذي يربط شعره الطويل ويرتدي الجينز الضيق وجزمة رعاة البقر الاميركيين في قريته محاطا بحراسه الشخصيين. وهو يعتبر من بين ابرز مزارعي المخدرات والمتاجرين بها البالغ عددهم نحو 50 في منطقة البقاع (شرق) الخارجة معظمها عن سلطة القانون حيث يفلتون من العقاب بشكل شبه تام.
ويشكل اسم هذه المنطقة منذ سنوات عدة مرادفا لزراعة المخدرات والاتجار بها.
يقطن زعيتر في بناء واسع شيده في قرية الكنيسة على سفح سلسلة جبال لبنان الغربية التي تفصل منطقة البقاع التي تعتبر معقلا لحزب الله، عن منطقة الارز في الشمال. عند المدخل ينتصب برج مراقبة عالٍ ينبه العابرين من عدم الاقتراب.
يحيط زعيتر نفسه خلال تنقلاته بـ14 حارسا مسلحا، وهو اب لأربعة اولاد اكبرهم علي واصغرهم غيفارا. ويقول "نزرع القنب لان لا خيار آخر عندنا. انه المنتوج الوحيد الذي باستطاعتنا تصريفه".
ويضيف "لم تؤمن الدولة زراعات بديلة مدعومة مثل البطاطا او القطن او التبغ لذا فنحن نزرع القنب" الذي تستخرج منه حشيشة الكيف.
تصل ارباح زعيتر عندما يكون المحصول جيدا الى مليون ونصف مليون دولار تقريبا. وهو يساعد اهل قريته البالغ عددهم نحو 200 نسمة ويقيمون في منازل لا تتوافر في بعضها المياه او الكهرباء.
ويقول "اعتني بهم. أؤمن لهم الخبز والمياه بما ان الدولة عاجزة عن القيام بذلك". ويضيف "صحيح انني شخص مطلوب" للعدالة واصفا من يلاحقونه بـ "مجموعة لصوص". ويقول "انا اشرف منهم جميعهم".
مذكرات قضائية
ومؤخرا أصدر القضاء العسكري في لبنان حكماً غيابياً بإعدام تاجري المخدرات الشهيرين، نوح زعيتر وعلي زعيتر (أبو سلة)، لارتكابهم عدة جرائم من بينها تشكيل عصابة مسلحة وقتل عنصر بالجيش اللبناني.
وبحسب المعلومات فإن أكثر من سبعين متهماً، في مقدمتهم نوح زعيتر وعلي منذر زعيتر الملقب بـ "أبو سلّة"، ونجلا ومهدي وعلي أبناء نوح، حاكمتهم المحكمة العسكرية اللبنانية الدائمة في ملفين، تشكيل عصابة مسلحة بقيادة "أبو سلة"، وتجارة المخدرات.
وأوضح مصدر قضائي أن 32 من المتهمين الفارين أنزلت بحقهم المحكمة العسكرية برئاسة العميد الركن خليل جابر عقوبة الإعدام، من بينهم نوح زعيتر و"أبو سلة". بينما حكمت على خمسة بالسجن 4 سنوات، من أبرزهم مهدي نوح زعيتر، في حين تراوحت الأحكام بحق الآخرين بين السجن 7 سنوات وستة أشهر.
أما علي نوح زعيتر، فقد نال البراءة مع 5 آخرين "للشك وعدم كفاية الدليل"، وهو الحكم الثاني بحقه بالبراءة الذي يصدر عن المحكمة العسكرية بعدما سبق أن برّأته الأخيرة مع شقيقه مهدي من محاولة قتل جنود الجيش بقذائف صاروخية في أثناء مداهمة لحي الشراونة أيضاً في تشرين الثاني من عام 2021 .
ويواجه نوح زعيتر، الأب، مع علي "أبو سلّة"، عشرات الأحكام الغيابية الصادرة بحقهما عن المحاكم العسكرية والعادية والتي قضت بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بحقهما بجرم تجارة المخدرات، وهي المرة الأولى التي يقضي حكم بإعدامهما لاتصال القضية بجريمة قتل ومحاولة القتل لعسكريين.