أواخر فترته الرئاسية، عانى الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور، المنتمي للحزب الجمهوري، من مشاكل صحية عديدة ارتبطت أساسا بالتدخين. فعلى حسب المقربين منه، دخّن أيزنهاور يوميا ما بين 3 و4 علب سجائر وهو ما أدى لاحقا لإصابته بأزمات قلبية أثرت على أدائه. من جهة ثانية، أكدت التقارير الطبية إصابة أيزنهاور بسبعة سكتات قلبية ما بين عام 1955 وتاريخ وفاته سنة 1969.
وخلال فترته الرئاسية الثانية، تسببت سياسة إدارة أيزنهاور بأزمة اقتصادية ألقت بظلالها على الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 1960. وبناء على ذلك، واجه المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون صعوبات كبيرة بالولايات المتأرجحة التي كانت السبب في خسارته لصالح المرشح الديمقراطي جون كينيدي.
منافسة شديدة بين المرشحين
خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 1960، اتجه الحزب الجمهوري لترشيح ريتشارد نيكسون الذي تمتع بسجل سياسي حافل، فما بين عامي 1947 و1950، كان نيكسون عضوا بمجلس النواب الأميركي عن ولاية كاليفورنيا. وما بين مطلع كانون الأول/ديسمبر 1950 ومطلع يناير 1953، تواجد ريتشارد نيكسون بمجلس الشيوخ كنائب عن كاليفورنيا. وما بين 1953 و1961، تولى الأخير منصب نائب الرئيس دوايت أيزنهاور.
ومن جهتهم، اتجه الديمقراطيون لاختيار جون كينيدي كمرشح لرئاسيات العام 1960. وبتلك الفترة، كان كينيدي قد شغل ما بين 3 يناير 1947 و3 يناير 1953 مقعد نائب عن ولاية ماساتشوستس بمجلس النواب كما تواجد ما بين 3 يناير 1953 و22 كانون الأول/ديسمبر 1960 بمجلس الشيوخ كنائب عن نفس الولاية. وخلال انتخابات العام 1960، لم تكن النتائج محسومة مسبقا حيث كان التنافس شديدا بين كل من نيكسون وكينيدي خاصة مع وجود 10 ولايات متأرجحة كانت لوحدها قادرة على تحديد اسم الرئيس المقبل للبلاد.
دور الولايات المتأرجحة في حسم السباق الرئاسي
مع صدور نتائج الانتخابات، تمكن المرشح الديمقراطي جون كينيدي من كسب السباق الرئاسي حيث حصل الأخير على 303 صوت بالمجمع الانتخابي وفاز ب22 ولاية. وفي المقابل، حصل ريتشارد نيكسون على 219 صوتاً على الرغم من فوزه ب26 ولاية.
إلى ذلك، يعزى سبب انتصار كينيدي بهذه الانتخابات لعشر ولايات متأرجحة صنعت الفارق ومنحته الرئاسة. وبهذه الولايات، تفوق كينيدي على نيكسون بفارق ضئيل لا يكاد يتجاوز 2% من إجمالي الأصوات، فبولاية تكساس التي امتلكت حينها 24 صوتا بالمجمع الانتخابي، حصل كينيدي على 50.52% من الأصوات بينما حصل نيكسون على 48.52 في المائة. وببنسلفانيا التي امتلكت 32 صوتا بالمجمع الانتخابي، حصل كينيدي على 51.06% من الأصوات بينما نال نيكسون 48.74%.
وبنيو جيرسي التي امتلكت 16 صوتا بالمجمع الانتخابي كان الفارق ضئيلا جدا بين المرشحين حيث حصل كينيدي على 49.96% من الأصوات بينما حصل نيكسون على 49.16 في المائة. وبميسوري التي كان لها 13 صوتا بالمجمع الانتخابي نال كينيدي 50.26 في المائة من الأصوات بينما حصل نيكسون على 49.74 في المائة.
وبميشيغان التي حظيت بـ20 صوتا بالمجمع الانتخابي، نال كينيدي 50.85 في المائة من الأصوات وفي المقابل بلغت حصة نيكسون 48.84 في المائة من إجمالي الأصوات. أما بإلنوي التي كان نصيبها 27 صوتاً بالمجمع الانتخابي فقد حصل كينيدي على 49.98 في المائة من الأصوات بينما نال نيكسون 49.80 في المائة.
أما بمينيسوتا التي امتلكت 11 صوتا بالمجمع الانتخابي، فلم يتجاوز الفارق بين المرشحين 1.42 في المائة لصالح كينيدي. وبنيو مكسيكو التي امتلكت 4 أصوات بالمجمع الانتخابي، نال كينيدي 50.15 في المائة من الأصوات بينما حصل نيكسون على 49.41 في المائة. وبهاواي التي شاركت لأول مرة بالمجمع الانتخابي وحصلت على 3 أصوات، بلغ الفارق بين المرشحين 0.06 في المائة لصالح كينيدي. أما بديلور (Delaware) التي امتلكت 3 أصوات، فقد بلغ الفارق بين الرجلين 1.63 في المائة لصالح كينيدي.
وساهمت هذه الولايات المتأرجحة، التي حسمت لصالح الديمقراطيين بفارق لا يكاد يتجاوز 2%، في منح جون كينيدي الرئاسة حيث وفرت له 153 صوتا بالمجمع الانتخابي. وبفضل ذلك، بلغ كينيدي البيت الأبيض ليصبح أصغر رئيس، من حيث العمر، بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
يذكر أن جون كينيدي لم يتمكن من إنهاء فترته الرئاسية حيث اغتيل يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1963 بدالاس.