رياضة آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

رونالدو ذو "الوجهين" يحير النصر

رونالدو ذو

يمثل الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو، نجم النصر السعودي وقائده، قيمة فنية كبيرة، وليس فقط تسويقية بالنسبة لناديه، فاللاعب الذي نجح في تسجيل 35 هدفاً على مستوى دوري المحترفين الموسم المنصرم، لا يمكن إلا أن يكون ضلعاً أساسياً في قوام الفريق وسلاح مهما في يد أي مدرب.

وسواء مع البرتغالي لويس كاسترو المدرب السابق للنصر، أو الإيطالي ستيفانو بيولي المدير الفني الحالي، لم تختلف أهمية رونالدو في صفوف العالمي، لكن ثمة بعض الاختلافات في الموسم الحالي التي قد تعكس تغيرا ملحوظاً فيما يقدمه النجم الأيقوني مع ناديه، بالمقارنة مع ما يقوم به رفقه منتخب بلاده.

موسم التعويض

رونالدو في أكثر من مناسبة شدد على رغبته في الفوز بكل الألقاب الممكنة مع النصر، بعد موسم مضى لم يحمل في طياته سوى لقب البطولة العربية، ومن ثم فإنه في الموسم الحالي كان من المنتظر أن يكون كريستيانو أكثر توهجاً، وألا يقل بأي حال من الأحوال عما قدمه في موسم سابق كان شاهدا على رقم قياسي تهديفي.

ويمكن القول بأن تجربة رونالدو مع النصر حتى تتسم بالنجاح لا يجب ألا تكون قاصرة فقط على ما يقدمه النجم البرتغالي من أرقام من مباراة لأخرى، بل إن التتويج بالألقاب جزء لا يتجزأ من هذا النجاح، كونه قد نجح في حصد عديد الألقاب في محطاته الرئيسية السابقة، ريال مدريد ومانشستر يونايتد ويوفنتوس.

لكن بداية الموسم الحالي شابهت نهاية سابقه من حيث الإخفاق أمام المنافسين، فقد بدأ النصر موسمه بخسارة السوبر السعودي لحساب الهلال، صحيح أن رونالدو سجل في مباراتي نصف النهائي والنهائي، لكن ذلك لم يكن كافياً واحتاج العالمي لمجهود استثنائي من الدون وزملائه لقهر الزعيم، والوصول لحالة مثالية.

أيضا بالنظر لمسيرة الفريق في الدوري فلم تخلُ من تعثرات أبعدت العالمي عن صراع الصدارة الثنائي حالياً بين الاتحاد والهلال، ولو نسبياً، كما ودع الفريق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين مبكراً وبشكل صادم، دون أن يضع "الدون" أي بصمة تهديفية فيها، بل على العكس أهدر ركلة جزاء كانت كافية بتعديل الوضيعة في الوقت القاتل ضد التعاون بدور الـ16.

وتتبقى بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة التي يعول فيها العالمي على الوصول لأدوار الحسم باعتبار أنه يسير بخطى ثابتة حالياً، وهو لقب ربما يكون محورياً بالنسبة لطموحات وأهداف النصر في الموسم الحالي.

في أول 11 مباراة بالموسم الماضي نجح كريستيانو في تسجيل 10 أهداف، من بينها هاتريك كأول حضور تهديفي له على مستوى ذلك الموسم بالدوري، أما في الموسم الحالي فقد تراجع المعدل التهديفي للدون بشكل كبير، حيث أن أول 11 مباراة من المسابقة لم تشهد سوى 7 أهداف فقط من الدون بمعدل 0.63 هدف في كل مباراة.

بشكل عام سجل رونالدو 11 هدفاً في 16 مباراة بكل البطولات، بمعدل 0.68 هدف في كل مباراة.

الأكثر من ذلك أن الدون سجل 4 أهداف من أهدافه الـ7 عن طريق ركلات جزاء، بينما كانت النسبة أقل في الموسم الماضي، حيث سجل 3 أهداف من أصل 10 في أول 11 مباراة عبر ركلات جزائية، ما يعكس أن الأسطورة البرتغالية كان متنوع الحلول في التسجيل ويستطيع التسجيل بأكثر من طريقة.

على النقيض تظهر أرقام كريستيانو مع منتخب البرتغال أكثر قوة في الفترة التي تواكبت مع بداية موسم الدوري السعودي، فقد كانت أول عطلة دولية في سبتمبر/أيلول الماضي، واستطاع الدون أن يضع بصمته التهديفية ضد كل من كرواتيا وإستكلندا بدوري الأمم الأوروبية.

ومرورا بعطلة أكتوبر/تشرين الأول ثم التوقف الدولي في نوفمبر/تشرين الثاني، لم تتوقف أهداف رونالدو، ليسجل نجم النصر مع منتخب بلاده إجمالا 5 أهداف في 5 مباريات بنسبة نجاح 100%، ما يعكس توهجا دولياً واضحا للاعب بعد إخفاق يورو 2024.

بالنظر إلى وضعية كريستيانو رونالدو في البرتغال فهو يحظى بكل الدعم من مدربه روبرتو مارتينيز، ويجعله دائما خيارا أساسيا في هجوم المنتخب، ما يجعل النجم صاحب الـ40 عاماً حريصا بشكل دائم على رد الجميل لهذا المدرب ومكافأته في كل مباراة بتسجيل الأهداف.

وأيضا الوصول للهدف 900 بقميص البرتغال كان حدثا استثنائيا للدون، الذي ربما لا يجد نفس الدوافع مع النصر، فالفريق ربما لا يمر بأفضل حالاته الفنية ويواجه عثرات متلاحقة، علاوة على الانتقادات الإعلامية التي ينالها اللاعب.

فإلى جانب التقارير التي ربطت المدرب بيولي بالرغبة في التعاقد مع مهاجم جديد، فإن الأصوات التي تنتقد كريستيانو باتت أعلى من ذي قبل، ويرى البعض أن اللاعب لا يقدم التأثير المطلوب، ويحتاج لمن يعاونه ويحركه، في وقت ينتظر منه الفريق أن يكون هو صاحب التأثير.

من بين المنتقدين كان فهد الهريفي نجم النصر السابق الذي يرى اللاعب "شارد ذهنيا" وأنه بعيد عن الفرص والأهداف التي يهدرها، فهو لا يشارك بإيجابية في المحاولات الهجومية.

يقرأون الآن