يواجه الكاتب الجزائري الشهير بوعلام صنصال اتهامات قد تصل عقوبتها إلى إعدامه، أو الإبقاء عليه سجيناً مدى الحياة، وذلك وفقاً لما نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية فجر الخميس، وحسب ما أوردته مصادر موثوقة فإنه قد نسبت إلى صنصال تهم عديدة، بعضها يتعلق بجناية التخابر مع جهات أجنبية.
وأوردت المصادر نفسها أن المتهم كان ينقل أخبارا ومعلومات للسفير الفرنسي بالجزائر.
ولكن النائب الفرنسي غيوم بيغو، يطرح رؤية أخرى لأسباب اعتقال صصنال، فقال :"هي وسيلة استعراضية لإسكات الفكر النقدي وترهيب الجزائريين المحبين للحرية، بما في ذلك الأمازيغ الذين دافع عنهم صنصال".
كما أشار إلى أن النظام يسعى أيضا لترهيب الملايين من مزدوجي الجنسية من الفرنسيين الجزائريين، لكن الاعتقال ليس فقط لإسكات الأصوات الداخلية، بل هو وسيلة، وفقا لبيغو لتحدي فرنسا واختبار رد فعلها، خاصة بعد اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء، ما أثار حفيظة القيادة الجزائرية.
وتم تقديم بوعلام صنصال أمام النيابة في أعقاب توقيفه قبل أسبوع بمطار هواري بومدين الدولي لدى حلوله بأرض الجزائر، والتحقيق معه بخصوص تصريحاته المثيرة للجدل، والمشككة في تاريخ الأمة الجزائرية، وتحمل مساسا بالوحدة الوطنية، على حد الجهات القضائية في الجزائر.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن اعتقال الجزائر صنصال "غير مبرر وغير مقبول".
وقال بارو في تصريحات لقناة "فرانس إنفو تي في" الإخبارية: "لا شيء في أنشطة بوعلام صنصال يعطي صدقية للاتهامات التي أدت إلى سجنه في الجزائر، إثر توقيفه في مطار العاصمة في وقت سابق من نوفمبر الجاري".
وأضاف أن "اعتقال كاتب فرنسي بشكل غير مبرر.. أمر غير مقبول".
وفي تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية، قالت :"علمت صحيفة لوموند من مصدر قضائي جزائري أن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال البالغ من العمر 75 عامًا كان رهن الاحتجاز السابق للمحاكمة منذ 21 تشرين الثاني/ نوفمبر بعد 5 أيام من اعتقاله لدى وصوله إلى مطار الجزائر - بتهمة "تقويض سلامة التراب الوطني".
سجن مدى الحياة أو إعدام
إن هذه التهمة، التي تعتبر عملاً "إرهابياً" بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات الجزائري، والتي أكدها محامي الكاتب فرانسوا زيمراي، تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد، أو حتى الإعدام ـ رغم أنه لم يتم تنفيذ أي حكم إعدام منذ عام 1993.
وقد تم وضع صنصال رهين الحبس الاحتياطي من قبل وكيل الجمهورية لدى محكمة الجزائر العاصمة، ثم نُقل إلى مستشفى مصطفى باشا. وهو في حالة أفضل هناك، وفقاً لمصدر قضائي، وقد استأنف قرار حبسه.
وقد أثارت خطورة التهمة ردود فعل عديدة، لخصها زيمراي بقوله: "إن حرمان كاتب يبلغ من العمر 75 عاماً من حريته بسبب كتاباته هو عمل خطير".
"الإفراج الفوري".. مطلب من كتاب ونجوم نوبل
وعلى الفور، أبدى عالم الأدب والأدباء، بداية بدار غاليمار الفرنسية للنشر التي كان صنصال ينشر فيها، دهشتهم من طبيعة الاتهامات الموجهة إليه.
وطالب العديد من الروائيين والكتاب الحائزين على جائزة نوبل، ومنهم جان ماري لوكليزيو، وأورهان باموك، وآني إرنو، وكتاب يحظون بالشهرة عالمياً مثل سلمان رشدي، وروبرتو سافيانو، بالإفراج الفوري عن الكاتب الفرنسي الجزائري.
وأعلن عضو الأكاديمية الفرنسية جان كريستوف روفين أنه اقترح إجراء "تصويت طارئ" لانتخاب بوعلام صنصال لعضوية المؤسسة.
ومن بين السياسيين الفرنسيين، كان اليمين واليمين المتطرف الأسرع في الرد. فقد أصر ديفيد ليسنار (من حزب الجمهوريين) على أن "الدفاع عن الحرية ليس له لون سياسي، وحماية مواطن فرنسي (جزائري) محتجز تعسفيا لأسباب زائفة لابد وأن تدفع الطبقة السياسية بأكملها إلى الرد. ويتعين على فرنسا أن ترفع صوتها على وجه السرعة وبكل حزم. الحرية لبوعلام صنصال".
فرض عقوبات على سياسيين جزائريين؟
وفي سؤال وجهته إليها الجمعية الوطنية يوم الثلاثاء حول إمكانية فرض عقوبات على قادة جزائريين في هذه القضية، طلبت وزيرة الرعايا الفرنسيين في الخارج صوفي بريماس "التحلي بحذر" في هذا الشأن، مؤكدة أن "أجهزة الدولة مستنفرة بالكامل لمتابعة وضع مواطننا".
وفي 21 تشرين الثاني/ نوفمبر، قال الرئيس إيمانويل ماكرون إنه "قلق للغاية بشأن اختفاء" صنصال، معربًا عن "التزامه الراسخ بحرية كاتب ومفكر عظيم".
يذكر أن صنصال كاتب وناقد يبلغ من العمر 75 سنة، ويحمل الجنسيتين الفرنسية والجزائرية.