تخطّى حزبا القوات اللبنانية والكتائب الخلافات السياسية، فإنطلقا نحو التلاقي ولمّ الشمل، ويبدو انّ تقارب نواب الفريقين ومسؤوليهم اليوم يهدف الى ملف مُحدّد مُتعلق بالإستحقاق الرئاسي، والتوحد من اجل مواجهة مرشح فريق الثامن من أذار، ومواصفات رئيس بالنسبة اليهما تختصر بـ: سيادي أولاً وإصلاحي ثانياً.
الحزبان ينتظران على احّر من الجمر خروج الرئيس ميشال عون من القصر، بعدما عارضوه سياسياً طيلة سنوات العهد، كما انّ رحيل عون نزع الخلاف عنهما بحكم الضرورة السياسية الراهنة، وابعد من رمزيّة هذا التفصيل - ما يجتمع عليه الفريقان، هو تصرفات رئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل، ويحملانه مباشرة ما آلت إليه أوضاع البلد جراء "العهد القوي"، كما لا تخفي الدائرة اللصيقة بالفريقين وجود خشية قواتية - كتائبية من "الهرطقات" الدستورية الذي يُحضر لها، وبالتالي يستعدان للمواجهة.
في أي حال، وما بدا لافتاً هو الحضور الكتائبي المتمثل بالنائبين سليم الصايغ ونديم الجميّل - قداس شهداء المقاومة اللبنانية في معراب الاحد الفائت، ما يُشير الى انّ الامور بين الفريقين ذاهبة الى تقارب اكثر واكثر، فـ"طقس معراب يُنتج إيجابية ربما يؤسس الى تحالف عميق في هذه المرحلة الدقيقة المقبلة.
امّا السؤال الأبرز.. هل ستتلقّف باقي قوى المعارضة دعوات جعجع المتكرّرة الى توحيد الصفوف؟ حتّى الساعة يبدو انّ "نواب التغيير" يرفضون التقاطع مع جعجع، ولو كان الثمن وصول رئيس من "حلف" حزب الله.
لكنّ راهناً، ما يسعى اليه القوات والكتائب، هو جمع 65 إلى 66 نائباً معارضاً من النواب السُّنّة إلى التغييريين وغيرهم ممن يلتقون معهم على نفس العناوين، وفي حال لم تنجح المساعي بتوحيد موقف واحد، فإنّ لعبة تعطيل نصاب جلسة الإنتخاب، ستكون الخيار الوارد على ما هو ظاهر حالياً.
ابعد من ذلك، وبحكم انّ البلد في ازمة كبيرة، تشير المعلومات المتقاطعة، انّ لقاءً سيجمع رئيس حزب القوات سمير جعحع مع رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل، وقد يكون قريباً من الواقع بعدما نضجت الظروف، كما يجزم المطلعون إنّ الهدف المباشر لهذا اللقاء، هو استئناف العلاقات بين الصيفي ومعراب.
شادي هيلانة - أخبار اليوم