رأى رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، أن جريمة الأشرفية التي وقعت مؤخرًا تثير العديد من التساؤلات، مشيرًا إلى أن الحزب لا يسعى إلا لتحقيق العدالة عبر تطبيق القانون، ولكن بعد مرور 48 ساعة على الحادثة، لم يسلم المتهمون أنفسهم.
وأضاف في جديث تلفزيوني أنه يلوم الأجهزة الأمنية في هذا السياق، مشددًا على أن المجموعة المتورطة في الجريمة لها تاريخ معروف.
وأكد أن الحزب سيواصل متابعة قضية قتل المواطن رولان المر حتى النهاية، معلنًا عن نية الحزب تنظيم أكبر تحركات شعبية في الشارع للمطالبة بتحقيق العدالة.
وفيما يخص الوضع الإقليمي، قال جعجع إن إسرائيل تحضر لإقامة منطقة عازلة في الأراضي السورية، على أن تستمر هذه المنطقة حتى يتم تشكيل سلطة سورية واضحة المعالم.
وأضاف أن خلفية العملية التي تجري حاليًا في المنطقة قد تكون مرتبطة بإخراج إيران من سوريا، مشيرًا إلى أن هذا يظهر من خلال السيطرة على المعبر الرابط بين سوريا والعراق.
وحول التطورات العسكرية في سوريا، لفت جعجع إلى أن الانسحابات السريعة وغير المفهومة للجيش السوري تثير العديد من علامات الاستفهام، مؤكّدًا أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة لمعرفة ما إذا كانت المعادلة هي خروج إيران من سوريا برفقة الأسد، أو إذا كان الرئيس بشار الأسد متواطئًا مع ما يحدث.
كما انتقد جعجع محاولات محور الممانعة لتسميم عقول الناس من خلال نشر نظريات غير واقعية، مؤكدًا أن الجيش اللبناني الذي خاض معركة "فجر الجرود" ضد الفصائل الإرهابية في لبنان، قادر على مواجهة أي تهديدات من الفصائل السورية، مبرزًا أن هناك دولة وجيشًا وشعبًا يدافعون عن أرضهم.
وأكد جعجع أن اتفاق وقف إطلاق النار يشمل جميع المناطق اللبنانية دون استثناء، مشيرًا إلى أن هذا ما ينص عليه الاتفاق الذي وافقت عليه الحكومة اللبنانية.
ورأى أن تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بلبنان، مثل القرارات 1559 و1680 و1701، أصبح أمرًا ضروريًا للحفاظ على استقرار البلاد وتفادي السقوط في المجهول.
وقال: "اليوم نعيش في ظل غياب الدولة، ونريد تطبيق هذه القرارات لبناء الدولة".
وأضاف جعجع تعليقًا على التطورات الأخيرة في المنطقة: "إذا كانت إيران ترغب في المساهمة في إعادة إعمار لبنان، فـ 'كتر ألف خيرها'، ولكن يجب أن تُسلم الأموال للحكومة اللبنانية والدولة".
واعتبر أن سيطرة "المعارضة على المعبر بين سوريا والعراق، والذي كان يُستخدم كطريق إمداد لحزب الله من إيران، يعد دليلاً على أن الأمور قد وصلت إلى نهايتها".
وأضاف: "معادلة جيش، شعب، مقاومة، قد أوصلتنا إلى ما نحن فيه، وهذه المرحلة قد انتهت".
وفيما يخص العلاقة مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، قال جعجع إن "قصته قصة"، وأنه ليس لديه طرح سياسي واضح.
وأضاف: "عندما يقرر الفريقان الكبيران في المعارضة والممانعة ماذا سيفعلان، عندها يمكنه أن يقرر".
كما تطرق جعجع إلى معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث أكد ضرورة انتخاب رئيس يتبنى تطبيق القرارات الدولية ويحمي الشرعية اللبنانية والدولة، قائلاً: "نحن في صدد معركة رئاسية حاسمة، إما يأتي رئيس لتصحيح المسار أو تبقى الأمور على ما هي عليه".
وأوضح أنه سيتم منح أسبوعين للتوافق على مرشح رئاسي يمتلك المواصفات المطلوبة.