ظهر درب صخري بين نهرين جليديين في جبال الألب بسويسرا، في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق في أوروبا هذا الصيف، الذي يعد الأكثر سخونة.
وقال منتجع التزلج "غلاسير 3000" في غرب سويسرا: إن ظهور الدرب يحدث للمرة الأولى منذ ألفي عام على الأقل.
وأشار إلى أن ذوبان الجليد هذا العام كان نحو ثلاثة أمثال متوسط عشر سنوات، وهو ما يعني أنه يمكن رؤية الصخور الآن بين النهرين الجليديين "سيكس روج" و"تسانفلورون" على ارتفاع 2800 متر وأن الدرب سيكون مكشوفًا بالكامل بحلول نهاية الشهر الجاري.
ويقول ماورو فيشر، عالم الأنهار الجليدية في معهد الجغرافيا بجامعة برن: "منذ 10 سنوات قست (ما ارتفاعه) 15 مترًا من الجليد هنا وكل هذا الجليد ذاب منذ ذلك الوقت".
وأضاف متحدثًا عن السرعة التي ذاب بها الجليد: "ما رأيناه هذا العام استثنائي بالفعل وهو في الحقيقة يتجاوز أي شيء قسناه من قبل".
ومنذ الشتاء الماضي الذي تساقطت خلاله ثلوج قليلة نسبيًا، اكتوت جبال الألب بموجتي حر كبيرتين في أوائل الصيف.
وتُظهر البيانات أن الأنهار الجليدية في جبال الألب في طريقها الآن لأكبر خسارة في كتلها خلال 60 عامًا على الأقل.
موجة حر غير مسبوقة
وشهدت دول أوروبية عدة حرًا قياسيًا، بحيث تخطّت درجة الحرارة 40 درجة في المملكة المتحدة للمرة الأولى.
وحوّلت موجة الحر أنهار القارة العجوز هذا الصيف إلى مناظر مخيفة، حيث كان نهر "راين" يتبخّر في ألمانيا يومًا بعد يوم. كما أعلنت الحكومة البريطانية جفاف نهر "التيمز" للمرة الأولى في التاريخ الحديث، فيما اختفت المياه بالفعل من نهر "بو" في إيطاليا من بعض المنابع.
ويحذر العلماء منذ سنوات من أنّ ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة بشكل رئيسي عن استهلاك الناس للوقود الأحفوري من دون رادع، تجعل التغيّرات المناخية أكثر قسوة.
ولم تضرب عواقب الاحتباس الحراري أوروبا وحدها، بل إنّ صيف عام 2022 جسّد حقيقة ظاهرة الاحتباس الحراري لمليارات البشر كما لم يحدث من قبل، في ظل فيضانات قاتلة في باكستان أو أمطار غزيرة في الولايات المتحدة، وموجات حر وجفاف في الصين.