وصل البابا فرنسيس الأحد إلى جزيرة كورسيكا الفرنسية حيث سيحيي من السيارة البابوية الحشود المجتمعة في الشوارع قبل ترؤسه قداسا يقام في الهواء الطلق وإجرائه محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
بعد أسبوع على إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام التي لم يشارك فيها البابا رغم دعوة الرئيس الفرنسي له، وصل البابا قرابة عند الساعة 08,50 بالتوقيت المحلي (الساعة 0750 ت غ) إلى مطار المدينة في جو صاف.
وكان في استقباله في المطار وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة برونو ريتايو ومجموعة صغيرة من أطفال الجزيرة على وقع موسيقى محلية.
في شوارع أجاكسيو كبرى مدن هذه الجزيرة المتوسطية البالغ عدد سكانها 350 ألف نسمة، 80 % منهم من الكاثوليك، بحسب الفاتيكان، بدأ الناس يحتشدون منذ ساعات الفجر لرؤية الحبر الأعظم.
استيقظت كارين نيكولاي البالغة 50 عاما عند الساعة الرابعة فجرا لتستقل القطار. وتؤكد "هذا بصراحة أمر رائع لم يسبق أن أتى إلى كورسيكا! هذه زيارة تاريخية".
في شارع آخر، كانت جموع أخرى على أهبة الاستعداد منذ الساعة 06,30 لاستقبال البابا. وقالت فانينا بولي البالغة 57 عاما "رؤية البابا أمر مبارك (..) أريده أن يرى هذا الورع الكبير في كورسيكا". إلى جانبها أكد رينيه كوربيس "في كورسيكا المناسبات الدينية مهمة والجميع يشارك".
وسيقوم البابا بجولة بالسيارة البابوية على الواجهة البحرية للمدينة على أن يتوجه بعدها إلى قصر المؤتمرات لاختتام منتدى حول "التدين الشعبي في المتوسط" قبل أن يترأس قداسا عند الساعة 15,30 يتوقع أن يشارك فيه نحو تسعة آلاف شخص. ويغادر الحبر الأعظم الجزيرة بعيد الساعة 18,00 (الساعة 17,00 ت غ) إثر لقاء في المطار مع إيمانويل ماكرون.
وأعلن عن الزيارة في وقت متأخر نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) ما اضطر السلطات إلى بذل جهود كبيرة لاستقبال عشرات آلاف الأشخاص يتوقع حضورهم للمناسبة.
ورفعت رايات الفاتيكان الصفراء والبيضاء في الشوارع وأعيد طلي واجهة كاتدرائية السيدة العذراء واتخذت تدابير خاصة منها منع ركن السيارات في شوارع كثيرة ونشر تعزيزات أمنية شملت 2200 عنصر.
وتلقى البابا دعوة لزيارة الجزيرة من المونسينور فرنسوا-كزافييه بوستيلو البالغ 56 عاما اسقف اجاكسيو الذي يحظى بشعبية كبيرة. وقد أصبح كاردينالا في أيلول (سبتمبر) 2023.
ودعا فيليبيني إلى أن تبقى أجاكسيو "مدينة مفتوحة وزاخرة بالحياة"، مؤكدا أن المتاجر وسوق عيد الميلاد ستكون مفتوحة اعتبارا من الظهر.
في محيط الكاتدرائية، يمثل رسم جداري ملون يندرج في إطار فن الشوارع، انجزته مجموعة من الفنانين المحليين، البابا فرانسيس على خلفة زجاجيات وخريطة كورسيكا.
وقالت أوسيان مينو الموظفة في الشرطة البالغة 26 عاما إن مجيء البابا "أمر جميل جدا وينتظره الكثير من الناس سيكون حدثا جميلا".
وسيلقي البابا الذي يحتفل بعد يومين بعيد ميلاده الثامن والثمانين، كلمتين خلال هذا اليوم.
وأكد أسقف أجاكسيو "إنه بصحة جيدة وسعيد بالمجيء" إلى الجزيرة، موضحا أنه "لا يأتي هنا من أجل السياسة، يأتي إلى هنا كراع ضمن رعيته".
من مالطا إلى صقلية مرورا بجزير ليسبوس اليونانية، زار البابا فرانسيس الكثير من المناطق في حوض المتوسط الذي تتركز فيه الكثير من أولويات حبريته مثل الحوار بين الأديان واستقبال المهاجرين.
وسبق للحبر الأعظم أن زار الأراضي الفرنسية مرتين منذ بدء حبريته في العام 2013. فقد أتى إلى ستراسبورغ في شرق فرنسا في 2014 وزار مرسيليا في أيلول (سبتمبر) 2023 لكنه لم يقم بزيارة دولة إلى فرنسا.
وستكون زيارته إلى كورسيكا الرحلة الخارجية السابعة والأربعين له منذ انتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية، والثالثة له في 2024.