لبنان

غموض وأسئلة وأرقام بشأن هبة النفط الإيرانية

غموض وأسئلة وأرقام بشأن هبة النفط الإيرانية

اللبناني الواقع بين سندان الانقطاع التام لـ"كهرباء الدولة"، ومطرقة المولدات المرتفعة الاسعار والفارضة للتقنين، يعلق آمالا على الهبة النفطية الايرانية، لعله ينعم بقليل من ساعات التغذية.

ولكن بين صفقات الـ SWAP والعقوبات الاميركية على ايران، هل سيصل هذا الفيول وكيف وما هي الكميات النهائية التي يحصل عليها لبنان... اننا امام عنوان كبير بينما المضمون فارغ والنتائج غير محسومة.

يشرح خبير في مجال النفط، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان معامل انتاج الطاقة في لبنان تعمل على GAZ OIL، لذا لا بدّ من اجراء عمليات الـ SWAP من اجل تحويل النفط العراقي او النفط الايراني الى محروقات مطابقة لمواصفات تشغيل هذه المعامل.

ويوضح ان تشغيل المعامل لتأمين تغذية تسعة ساعات يوميا (اي ما يعادل 900 ميغا واط) يحتاج الى 1،6 مليون طن GAZ OIL سنويا، لافتا الى ان الهبة الايرانية المقدرة بنحو ٦٠٠ الف طن من الفيول لمدة ٥ أشهر لن تصل الى لبنان بنفس الكمية لان عمليات السواب تؤدي الى خسارة جزء منها، مع الاشارة هنا الى ان 600 الف من GAZ OIL توفر تسع ساعات تغذية لمدة اربعة اشهر.

وهنا تستطرد المصادر الى الاشارة الى ان المديريه العامة للنفط هي المسؤولة عن تنظيم صفقات وعمليات السواب، حيث بالنسبة الى الفيول العراقي كان هناك الكثير من الغموض حول الكمية النهائية التي تصل الى معامل الكهرباء.

من جهة اخرى، يتحدث الخبير عينه عن كيفية نقل النفط الايراني، سائلا: هل عبر السفن، واين سترسو، وهل تحمل مواد اخرى الى جانب الفيول؟ وهل يمكن لموانئ عربية ان تستقبلها، في ضوء العقوبات الاميركية ام ان لبنان معفى منها لان هذا النفط هبة 100% هل دول اخرى ستكون معفاة؟ اما اذا كانت ستنقل عبر الصهاريج فان الامر سيأخذ وقتا طويلا.

ويتابع الخبير: اما اذا وصل الفيول الايراني الى لبنان من هي الشركة التي ستقبل بالقيام بعمليات السواب، والتعامل مع فيول خاضع للعقوبات الاميركية، قائلا: لم نسمع حتى اللحظة ان الولايات المتحدة سترفع العقوبات عن تلك الهبة، مع العلم ان واشنطن لم ترفع العقوبات عن سوريا بما يسمح بتنفيذ مشروع استيراد الغاز من مصر، عبر خط الغاز العربي الذي يمر بالأردن وسوريا وثم إلى لبنان.

واذ يستبعد الخبير ان يتم التعامل مع شركات عالمية ومعروفة كـ اينوك الاماراتية، والشركة العمانية لاجراء عمليات السواب على غرار النفط العراقي، يقول: اذا سلمنا جدلا ان شركة ما "مغمورة" وافقت على "الصفقة"، فانها بذلك تكون وضعت نفسها في مكان خطر، لذا الاسعار والكميات ستفتقر الى الكثير من الشفافية، حيث العملية ستكون غير قانونية بالنسبة الى النظام العالمي، لان اي شركة تتعامل مع الفيول الايراني لا يمكنها ان تتعامل مع اي مصرف ضمن النظام العالمي.

ويعتبر ان كمية الـ 600 الف طن ستصل الى لبنان اقل من 150 الفا (في ضوء الاسعار العالمية ومقتضيات ال swap)، ولكن يفهم من المسؤولين الايرانيين ان الهبة ستقسم على ستة اشهر اي كل شهر مئة الف طن، ووفقا للاسعار العالمية واضافة الى اننا امام نفط خاضع للعقوبات، فان لبنان في احسن الاحوال سيحصل على 20 او 25 الف طن من الغاز اويل، اي ساعة كهرباء يوميا

واذ يسأل الخبير ايضا: هل يتحمل لبنان تكلفة نقل تلك البضائع من والى بيروت من اجل انجاز عمليات السواب، لافتا الى وجود العديد من العقد، وغموض كبير حول الكميات النهائية التي سيستفيد منها لبنان.

رانيا شخطورة - أخبار اليوم

يقرأون الآن