لم تدم كثيراً "الاستدارة" التي قادها زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ممهداً لصفحة جديدة أراد فتحها ربما مع حزب الله، بحيث اصطدمت بموقفٍ ثابت لدى زعيم المختارة، هو منع وصول مرشّح من قبل قوى الثامن من أذار الى رئاسة الجمهورية، خصوصاً انّ هناك توافقا بينه وبين قوى المعارضة حول المواصفات الرئاسية، بألا تكون شخصية صدامية او تابعة للمحور الايراني، بالتالي تكون نقطة اساسية ستلعب دوراً مهماً في تقديم مرشح مشترك للرئاسة.
وفي التحليل السياسي، إنّ الحركة المكوكية التي يقودها السفير السعودي وليد البخاري، ليكون لاعباً قوياً في المرحلة المقبلة وعدم تسليم البلد للحزب، بحيث استأنف حركته متوجهاً الى كليمنصو للقاء "وليد بيك"، بما تحمل من دلالات مهمة على أكثر من صعيد- تتمحور حول الدور التي بدأت تلعبه المملكة بالتنسيق مع الفرنسيين والاميركيين، والتي تهدف:
اولاً؛ الى ضرورة إجراء الاستحقاقات الدستوريّة في موعدها.
ثانياً؛ منع وصول رئيس يتمتع بمواصفات ايرانية.
ثالثاً؛ محاولة احياء ظاهرة وطنية شبيهة بقوى 14 أذار.
رابعا؛ محاولة لفرملة حركة زعيم المختارة نحو الضاحية، واستمالته الى صفوف القوى المقابلة للحزب، مما يُمثله من ثقل في "الميزان السياسي"، بصفته "بيضة القبان".
كل ذلك قد يدفع للمّ الشمل بين القوى السياسية المناهضة للحزب، وفق مصادر دبلوماسية غربية، التي تكشف عبر وكالة "اخبار اليوم" عما دار في الاجتماع الفرنسي - السعودي الذي عقد في العاصمة الباريسية منذ اسبوع، اذ في سلم اولوياته جمع أكبر عدد من النواب المعارضين خلف مرشح رئاسي واحد منعاً لوصول أيّ شخصيّة يدعمها الحزب وليكونوا صفاً واحداً متوحدا حول رؤية مشتركة، لذا تأمل المصادر انّ تجتمع هذه القوى لإيصال مرشّح رئاسي سيادي قادر على وضع لبنان على السكة العربية والخارطة العالمية، لعودة الدعم وضخّ الاموال الى لبنان.
شادي هيلانة - أخبار اليوم