توصّلت دراسة جديدة إلى أن قضاء الوقت في مشاهدة التلفاز مع الوالدين يمكن أن يعزز بالفعل نمو دماغ الطفل الصغير.
وأجرى فريق بحثي بريطاني من جامعة بورتسموث، على الساحل الجنوبي لإنكلترا، تحليلا تلويا للدراسات السابقة، ووجد أنه بينما يمكن أن يتضرر طفل صغير من قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات بمفرده، فإن وجود أحد الوالدين معه يعد أمرا مفيدا. وذلك لأن الوالد المقرب يمكنه الإجابة عن الأسئلة التي قد تطرأ، وكذلك التحدث معه. وهذا يحول العملية السلبية وغير المدروسة عادة لمشاهدة التلفاز إلى تجربة تشغل مهارات التفكير لدى الأبناء وتعزز قدراتهم على التحدث.
ويحذر الباحثون من أن وقت مشاهدة التلفاز لا ينبغي أن يحل محل الأنشطة الاجتماعية والتعليمية الأخرى، وأن قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات لا يزال يحمل أضرارا، ولكن هناك طرقا لتحويله إلى نشاط أكثر فائدة.
ويعتقد الكثيرون أن مشاهدة التلفاز يمكن أن تبطئ نمو عقول الأطفال لأنه يمنعهم من المشاركة في الأنشطة التي تبقي عقولهم مشغولة.
وغالبا ما يعاني الأطفال الذين يشاهدون التلفاز أكثر من نظام غذائي أسوأ ويزيد من مشاكل الوزن بسبب الطبيعة المستقرة للنشاط. كما أن البقاء بالداخل ومشاهدة التلفاز لجزء كبير من اليوم يبعد الأطفال عن التفاعل مع بعضهم البعض، ما يضر بالتنمية الاجتماعية أيضا.
وأراد الباحثون التحقق مما إذا كانت جودة الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة مهمة لكيفية تأثيره على الدماغ.
ووجدت دراسات أخرى فحصها فريق البحث أن البرمجة الإعلامية يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على الأطفال.
وكان لوجود أحد الوالدين أو مقدم الرعاية في الغرفة فائدة كبيرة أيضا إذا قام البالغ بدور أكثر نشاطا، واستخدم الوقت كفرصة لتعليم الطفل بدلا من مجرد السماح له بأن يكون نشاطا خاملا.
ويمكن أن تساعد مشاهدة التلفاز مع طفلك والتوضيح والتعليق على ما يتم عرضه في تعزيز فهمهم للمحتوى، وتعزيز تعلمهم أثناء البرامج التعليمية.