أعلنت المعارضة النيابية اللبنانية تبنّي ترشيح النائب فؤاد مخزومي لرئاسة الحكومة، وهو ما يجعله منافسا قويا للرئيس نجيب ميقاتي الذي لعب دورا محوريا خلال فترة الفراغ الرئاسي، الأمر الذي جعل اسمه يتردد في الاوساط السياسية على انه المرشح القوي لتولي رئاسة الحكومة الأولى في عهد الرئيس جوزاف عون.
لماذا المخزومي؟
معلوم أن المخزومي ومنذ دخوله المعترك السياسي برز بمواقفه المستقلة الجريئة، وهو المهندس المشهور والمالك الرئيسي للشركة القابضة فيوتشر غروب هولدنغ، ومؤسس مؤسسة مخزومي. خدماته وتقديماته تدلّ عليه، ولا يمكن لأحد أن ينسى تصريحاته النارية ومواقفه الجريئة التي تدافع عن كرامة أهل العاصمة بيروت وحقوقهم المهدورة، فهو لم يتوانَ للحظة عن مواجهة من يهدّد مصالحها في وقت كان أغلب المسؤولين يصمّون آذانهم عن كل المشاريع التي تهدّد السلم الأهلي، وأبرزها إلغاء المناصفة في البرلمان والوزارة، واعتماد المداورة في الرئاسات الثلاث وقيادة الجيش.
سياسته تتلاقى مع تطلّعات المملكة العربية السعودية ودول الخليج لناحية إستعادة لبنان سيادته واستقلاله، وقد أنشأ بدايةً كتلة مع نائب طرابلس الوزير أشرف ريفي، ولم يكتفِ بذلك فاجتمع مع نواب السيادة والتغيير، ثم استضاف زميليه النائبين عماد الحوت ونبيل بدر في منزله، وتعاهد معهما على العمل من أجل بيروت، واللقاء أسبوعياً من أجل تحصين بيروت وقرارها والعمل على مساعدة أهلها. كما شكّل لاحقاً كتلة "تجدّد" النّيابيّة، الّتي تضمّه والنوّاب أديب عبد المسيح وأشرف ريفي وميشال معوض، للانطلاق بعمل جماعي غير طائفي لصالح لبنان، بجيش واحد ومؤسّسات أمنيّة شرعيّة تحمل السّلاح، وبمسؤولين يخضعون للمساءلة والمحاسبة. كما أنّه يسعى أيضاً لإسقاط نظام الفساد والعودة إلى الدستور كفرصة وحيدة لإعادة بناء الدّولة، ومواجهة منطق حكومات المحاصصة الطائفية الّذي نتيجته الزّبائنيّة، ويسعى كذلك لإقرار النّظام اللّامركزي الإداري لتنمية المناطق وإدارة التّعدّديّة؛ وإقرار الحكومة الإلكترونيّة أو الذكيّة الّتي تسهّل خدمات النّاس.
من هو فؤاد المخزومي؟
ولد فؤاد مخزومي في بيروت، لبنان 1952 وتلقى علومه الابتدائية والثانوية في الانترناشيونال كولدج في بيروت ثم نال شهادتي البكالوريوس (1974) والماجستير (1975) في الهندسة الكيمائية من جامعة ميتشيغان التكنولوجية في الولايات المتحدة الاميركية. ومنح السيد مخزومي في سنة 2013 وسام الاستحقاق من الجمهورية الايطالية برتبة كومندور، وفي سنة 2019 وسام الاستحقاق المدني من المملكة الاسبانية برتبة كومندور. ونال جائزة Socrates Oxford السنوية لسنة 2014 التي تمنحها جمعية الاعمال الاوروبية (EBA) في فيينا، ودكتوراه فخرية في الآداب الانسانية من الجامعة اللبنانية الاميركية، بيروت (2016).
في عام 1975، قصد السيد فؤاد مخزومي، الخريج الجامعي اليافع المتحلي بثقة كبيرة بالنفس، المملكة العربية السعودية متحيناً الفرص لتحقيق طموحاته. تكشف شخصيته في عالم الاعمال عن رؤية ثاقبة وحب المبادرة، والاستعداد لاتخاذ خطوات جريئة والقيام بمشاريع مغامرة. وادى السيد مخزومي في المملكة دوراً استراتيجياً في تطوير احدى اكبر المجموعات الصناعية الخاصة هناك.
وفي عام 1984، تمكنت شركة تابعة للسيد فؤاد مخزومي من الاستحواذ على حصة مهمة في شركة اماراتية تتعاطى صناعة وتجارة الانابيب. وبفضل قيادة السيد مخزومي الرشيدة وخبرته الصناعية، تطورت تلك الشركة لتصبح “مجموعة المستقبل لصناعة الانابيب” “Future Pipe Group Holdings” ، المملوكة اليوم بالكامل من قبل مجموعة المستقبل القابضة “Future Group Holdings”، وهي احد اكبر المصنعين في العالم لأنظمة انابيب الفيبرغلاس، وهي اليوم لاعب عالمي في نطاق انشطتها الواسع الذي تمارسه عبر شركات تابعة متخصصة منتشرة في اربع قارات.
وبالاضافة الى مجموعة المستقبل لصناعة الانابيب، يملك السيد مخزومي محفظة متنوعة من الاستثمارات، منها الهندسية والصناعية والتجارية ومراكز الابحاث والعقارية والامنية والمعلوماتية والاعلامية ودور النشر. وتوظف هذه الشركات مجتمعة اكثر من 5،000 شخص في العالم، في البلدان التالية: لبنان والامارات العربية المتحدة ومصر وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية وايطاليا وفرنسا وهولندا والمانيا والمملكة المتحدة واسبانيا والمغرب والولايات المتحدة الاميركية وتايلاندا والهند واندونيسيا وسنغافورة.
ويتبوأ السيد مخزومي منصب رئيس مجلس الادارة التنفيذي لمجموعة المستقبل لصناعة الانابيب منذ 2003، وهو حالياً رئيسها التنفيذي، وهو كذلك رئيس مجلس الادارة التنفيذي لمجموعة المستقبل القابضة منذ 1982.