بمعزل عن أجواء التهديد والوعيد المتبادلة، أبدت وزارة الخارجية الأميركية اعتقادها بأنّ "التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل لا يزال ممكناً"، وذلك بموازاة تلقي الجانب اللبناني ممثلاً بنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الردّ الإسرائيلي الرسمي على الملاحظات اللبنانية عبر الوسيط الأميركي آموس هوكستين.
وكشفت مصادر مواكبة للملف لـ"نداء الوطن"، أنّ "اتصالات وتدخلات خارجية متسارعة جرت خلال الساعات الماضية مع كل من لبنان وإسرائيل لخفض منسوب التوتر والسلبية بين الجانبين"، موضحةً أنّ "واشنطن أكدت بشكل واضح للمعنيين من الجانبين عزمها وتصميمها على إنجاز ملف الترسيم"، كما نقلت المصادر أنّ "تطمينات فرنسية وردت إلى المسؤولين اللبنانيين مفادها أنّ الكلام الإسرائيلي العالي السقف هو لأغراض انتخابية بحتة وأنّ الأمور ليست بالسوء الذي ظهرت عليه عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية، والمطلوب من لبنان في هذه المرحلة ضبط النفس والتحلّي بالصبر".
وفي سياق متقاطع، أكدت مصادر لبنانية رسمية لـ"نداء الوطن" أنّ "الأجواء هدأت نوعاً ما وملف الترسيم لم يُقفل ولم ينتهِ بل يحتاج إلى مزيد من المشاورات لإنجاز بعض التفاصيل التقنية الدقيقة بالتشاور مع الوسيط الأميركي"، وأضافت": "قد يتأخر إنجاز اتفاق الترسيم بعض الوقت لكنّ أحداً ليس لديه مصلحة في "تطييره" خصوصاً وأنّ هناك رغبة أميركية حثيثة لإبرام هذا الاتفاق لما يحققه من استقرار في المنطقة"، مشددةً على أنّ "لبنان بصدد تدارس الرد الإسرائيلي بتمعّن، فإذا كان يمسّ جوهر الاتفاق الوارد في العرض الأميركي فإنّ ذلك سيستدعي عقد اجتماع على مستوى الرؤساء الثلاثة لتحديد الموقف، أما إذا كان الأمر متصلاً بتفاصيل تقنية معيّنة فسيصار إلى إحالتها إلى اللجنة التقنية لدراستها وإعداد التقرير اللازم بشأنها".
نداء الوطن