يواصل رئيس الحكومة المكلف نواف سلام عمله على تشكيل الحكومة، مع تقديرات أولية تشير إلى قرب إعلانها يوم الجمعة المقبل أو في نهاية الأسبوع الجاري، إلا في حال الفشل في تذليل العقبات "غير المستعصية". لكنه كلام أولي بانتظار اجتماع الرئيس المكلَّف مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.
يذكر ان التفاوض مع الثنائي الشيعي استمر ما يقارب الأربع ساعات، ولم ينته إلى اتفاق واضح حول البيان الوزاري وتنفيذ القرار 1701. يريد سلام الركون إلى نص الدستور واتفاق الطائف ويقتبس من نصه صيغة يجمع عليها اللبنانيون في ما يتعلق بحق الدفاع عن النفس والمقاومة، بينما يريد حزب الله أن يعكس في البيان ما يعتبره عناصر قوة للبنان. لم يصل الطرفان لصيغة ترضي الآخر فكان الاتفاق على ترحيل النقاش في المسائل الخلافية إلى مجلس الوزراء ولجنة صياغة البيان الوزاري، طالما سيكون حزب الله عضواً في عداد أعضائها. فالأولوية لتأليف الحكومة، على أن يعلق البحث في المواضيع السياسية للتداول بشأنها في مجلس الوزراء.
لم ينته الاتفاق مع الثنائي على الحقائب بشكل نهائي. مبدئياً، سيسند لهما خمس حقائب من بينها المالية (ياسين جابر)، بالاضافة إلى حقيبتي الصناعة والبيئة، والصحة لحزب الله مع العمل أو التنمية الإدارية.
القوات تطالب بحصة من أربع حقائب، بينها نائب رئيس الحكومة، والطاقة والسياحة وحقيبة رابعة خدماتية. البحث مستمر مع رئيس الحكومة والاتفاق لم ينته بعد. وكذلك الأمر مع التيار الوطني الحر الذي اجتمع سلام مع رئيسه جبران باسيل. مسيحياً ثمة تضارب بين الرغبات والوقائع وحجم التمثيل. تتمثل "كلنا ارادة" بحقيبة المرجح أن تشغلها شخصية فاعلة لها حضورها الإعلامي. الخارجية ستكون من حصة رئيس الجمهورية والمرشح لتوليها الوزير السابق غسان سلامة.
حقائب السنّة لم تحسم بكاملها بعد باستثناء الداخلية. حصة الدروز محصورة بالاشتراكي الذي يتسلم حقيبتين، إحداهما الأشغال والثانية غير محسومة بعد.
ينتظر رئيس الجمهورية جوزاف عون أن يحمل إليه الرئيس المكلف مسودته الحكومية الأولى. الاجتماع الذي كان مرتقباً أمس طلب سلام تأجيله إلى اليوم الثلاثاء، لاستكمال البحث مع القوى السياسية. وعلم أن القوات لم تكن مرتاحة لحصتها وكذلك حال التغييريين، لكن الأمور بخواتيهما.