بعدما أوقف "قبل نحو عقدين"، وحكم عليه بالسجن المؤبد، أطلق سراح الأفغاني خان محمد الذي كان مسجونا في أميركا مقابل مواطنين أميركيين(2).
فقد أعلنت وزارة الخارجية الأفغانية بحكومة طالبان في بيان اليوم الثلاثاء بأن الولايات المتحدة أطلقت سراح السجين الأفغاني مقابل أميركيين كانا محتجزين في أفغانستان، بموجب اتفاق لعبت قطر دور الوساطة فيه.
كما أضافت أن "المقاتل الأفغاني أعيد إلى البلاد، بعدما كان يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة" في كاليفورنيا.
في حين كشفت مصادر للعربية.نت أن الأميركيين هما "ريان كوربيت المعتقل منذ 2022، وويليام والاس ماكنتي.
فمن هو خان محمد؟
يعتبر خان شيخ قرية وعضو في طالبان، قبض عليه في ولاية ننغرهار شرقي أفغانستان عام 2006، وحكمت عليه المحكمة الجزئية في مقاطعة كولومبيا بالسجن مدى الحياة مرتين بتهمة تهريب المخدرات والإرهاب، وذلك في 2008.
كما أوضحت المحكمة الجزائية الأميركية في مقاطعة كولومبيا حينها بأن خان كان منسق العمليات لطالبان وسعى إلى تسهيل مهمة مواطن أفغاني جنّدته الحركة لشن هجوم صاروخي على القوات الأميركية وحلف الناتو في مطار جلال أباد.
كذلك، عرضت فيديو خلال محاكمته وهو يتفقد الهيروين ويدير المفاوضات بشأنها، وقال وقتها "نحن نجاهد الآن لأننا نرسل المخدرات إلى أميركا".
وكانت مصادر مطلعة على المفاوضات بين طالبان وواشنطن كشفت سابقا لـ "العربية.نت بأن حكومة طالبان عرضت على المسؤولين الأميركيين إطلاق سراح ريان كوربيت وجورج جليزمان، مقابل إطلاق المعتقل في غوانتنامو محمد رحيم الأفغاني، واثنين آخرين من الجنسية الأفغانية، يقبعان بأحد السجون في نيويورك.
كما ذكرت المصادر حينها بأن المواطنيْن هما عبد الستار عبد المناف، المعروف باسم عبد الستار باركزي، ومحمد خان، اللذين قبضت عليهما الحكومة الأميركية في أفغانستان ونقلتهما إلى نيويورك بتهمة الإرهاب وتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة قبل سنوات.
فيما كشفت المصادر بأن مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن أبلغوا طالبان بأنه "لن يتم الإفراج عن محمد رحيم الأفغاني -مساعد زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن- إلا مقابل إطلاق سراح محمود شاه حبيبي"، كونهما الورقتين الأبرز في المفاوضات، ويمثلان أهمية لكلا الجانبين.
حيث تتمثل أهمية رحيم بالنسبة لطالبان في كونه آخر أفغاني لا يزال معتقلاً في غوانتنامو.
بينما يعتبر محمود شاه حبيبي الأهم للولايات المتحدة، خصوصاً وأن طالبان تنفي وجوده أو معرفتها به.
بينما الشخص الآخر هو عبد الستار عبد المناف، المعروف بحاجي عبد الستار باركزي، وهو كذلك تاجر مخدرات مرتبط بطالبان، حاول إرسال شحنات ضخمة من المخدرات إلى نيويورك.
وحكمت المحكمة عليه الشهر الماضي بالسجن 30 عاماً، بتهمة "محاولة استيراد الهيروين إلى الولايات المتحدة، والانخراط في الإرهاب المرتبط بالمخدرات لصالح طالبان، وجرائم التلاعب بالشهود".
وكانت الولايات المتحدة أبرمت صفقة مع طالبان في سبتمبر 2022، بعدما أطلقت سراح زعيم تهريب المخدرات الأفغاني حاجي بشر نورزي، المعروف بـ "بابلو اسكوبار أفغانستان"، الذي كان مسجوناً منذ العام 2005 في نيويورك، مقابل إطلاق المهندس الأميركي مارك فريريتشز، الذي اختطفته طالبان في 2020 في ولاية خوست شرقي أفغانستان.
كما أفرجت الحكومة الأميركية قبل ذلك بثلاثة أشهر عن المعتقل الأفغاني في غوانتنامو أسد الله هارون، في يونيو 2022، بعد 15 عشر عاماً قضاها سجين هذا المعتقل المثير للجدل.