لبنان

خاص- "وردنا".. عودة السعودية إلى لبنان.. وعودة لبنان إلى العرب

خاص-

تشكّل زيارة وزير الخارجيّة السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى العاصمة اللبنانية بيروت تحوّلاً مفصليّاً في العلاقات السعودية - اللبنانية. إذ إنّها الزيارة الأولى لمسؤول سعودي رفيع المستوى منذ 15 عاماً.

كما تأتي زيارة الأمير بن فرحان في ظلّ زلازل سياسية عصفت في المنطقة منذ عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأوّل 2023.

هذه الزلازل السياسية فرضت خرائط نفوذ جديدة في الإقليم أدّت إلى انحسار النفوذ الإيراني الذي كان يهيمن على لبنان وسوريا والعراق.

لبنانيّاً كانت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على حزب الله واحدة من مشاهد التحوّلات التي خرجت من رحم "السابع من أكتوبر". فقد أدى انحسار نفوذ الحزب في لبنان، وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا الى تغير موازين القوى الداخلية على الساحة اللبنانيّة.

فقد لعبت السعودية دوراً أساسياً في تسهيل انتخاب الرئيس جوزاف عون بعد فراغٍ دام أكثر من عامين تسببت به سياسة حزب الله وحلفائه.

الدور السعودي الذي بدأ في الرئاسة، فرض إيقاع العودة السعودية القوية الى الساحة اللبنانية. فالرّياض مؤخراً كانت تنظر الى لبنان كساحة عربيّة مختطف قرارها، وتصدر منها تهديدات ضد أمن الخليج العربي ومصدر لتهريب المخدرات.

لكنّ عودة المملكة الى لبنان، هي في الأصل عودة لبنان إلى محيطه العربيّ الذي كان منسلخاً عنه. وبالتالي تبدي السعودية من خلال زيارة الأمير فيصل بن فرحان اهتماماً بالغاً في أن يعود الانتظام المؤسساتي والدستوري الى السياسة اللبنانية.

فوزير الخارجية السعودي يحمل دعوة رسمية للرئيس جوزاف عون لزيارة الرياض. وهذا بحدّ ذاته عنوانٌ أساسي له ما بعده من خطوات سعودية تجاه لبنان في حال تقدّم الأخير في خطواته الإصلاحية. ليس أوّلها توقيع اتفاقيات الشراكة بين الرياض وبيروت، وليس آخرها تقديم كافة أشكال الدعم المطلوب للدولة اللبنانية بمؤسساتها السياسية والاقتصادية والامنية والسياحية.

كما أنّه من المتوقع أن تشكل زيارة رأس الدبلوماسية السعودية الى بيروت دافعاً لحلّ المعضلات التي يواجهها رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، على وقع انتظار يوم الأحد المقبل، موعد انتهاء مهلة تطبيق وقف إطلاق النار في لبنان.

ما تريده السعودية من زيارة الأمير فيصل بن فرحان هو أن تقول إنها جاهزة لدعم لبنان إن قرر اللبنانيون مساعدة أنفسهم. كيف ذلك؟ بتشكيل حكومة جديّة تعيد الثقة الدولية والعربية بلبنان ومؤسساته. وهذا هو الأساس.

يقرأون الآن