تكنولوجيا

طريقة التفكير المتحيّزة التي يتبعها المصابون بالاكتئاب حول الماضي

أظهرت دراسة جديدة أن التحيز يمكن أن يجعل الدخول في علاقة جديدة أو القيام بتجارب أو الحصول على وظيفة جديدة أمراً صعباً للغاية على الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والقلق.

طريقة التفكير المتحيّزة التي يتبعها المصابون بالاكتئاب حول الماضي

حيث وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض الاكتئاب والقلق يميلون إلى التركيز أكثر على الأخطاء التي ارتكبوها في الماضي بدلاً من الوضع الراهن والحاضر الذي يعيشون به، مما يجعل من الصعب عليهم الاستفادة من الفرص المفيدة المحتملة في المستقبل.

والأسوأ من ذلك هو أن العديد من الدراسات الأخرى قد أظهرت أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب يميلون إلى الاعتقاد بأن الأشياء السيئة التي حدثت لهم في الماضي كانت حتمية وأنها قد تحدث لهم من جديد في المستقبل.

وبحسب الباحثين وخبراء علم النفس، إن أحد الاقتراحات الأكثر شيوعاً للهروب من هذه الحلقة المفرغة من الخوف من الماضي هو التركيز بوعي أكبر على النجاحات والتجارب الإيجابية التي حدثت في الماضي.

لكن لسوء الحظ، يواجه الأشخاص المكتئبون صعوبة في تقدير التجارب الإيجابية أو حتى تذكرها.

لذلك، فإن العلاج المعرفي السلوكي هو أحد طرق تغيير عادات التفكير التي قد تؤثر على اتخاذ القرار، وعلى عكس المصابين بالاكتئاب والقلق، فإن الأشخاص المرنين عاطفياً يجدون أنه من الأسهل التكيف مع بيئة سريعة التغير والاستفادة من الفرص المتاحة لهم لتغيير أوضاعهم إلى الأفضل.

وقد أوضحت البروفيسورة "سونيا بيشوب"، المؤلفة المشاركة في الدراسة قائلة: " عندما يتغير كل شيء بسرعة، وتحصل على نتيجة سيئة بسبب قرار اتخذته سابقاً، قد تركز على الخطأ الذي فعلته دون الالتفات إلى باقي الأشياء، وهو ما يحدث غالباً مع الأشخاص القلقين أو المكتئبين سريرياً، وعكس ذلك، يميل الأشخاص المرنين عاطفياً إلى التركيز على ما منحهم نتيجة جيدة، ويستغلون أخطاءهم السابقة لاتخاذ قرارات مستقبلية أفضل".

خلال الدراسة، اختبر الباحثون عملية صنع القرار لأكثر من 300 شخص مشارك في الدراسة، وقد كان بعضهم مصاب بالاكتئاب والبعض الآخر مصابين بالقلق المزمن.

حيث قالت البروفيسورة بيشوب: "لقد أردنا معرفة ما إذا كان هذا الضعف فريدا لدى الأشخاص الذين يعانون من القلق، أم أنه يظهر أيضاً لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب، و الذي غالباً ما يترافق مع القلق، كما وسعينا أيضاً إلى معرفة ما إذا كانت المشكلة عامة أم خاصة بالتعرف على المكافأة المحتملة أو التهديد المحتمل للقرارات المتخذة".

وقد أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض الاكتئاب والقلق معاً هم الأشخاص الأكثر عرضة لمواجهة صعوبة كبيرة في اتخاذ القرارات السليمة، وذلك بسبب قلقهم من تجارب الماضي والأخطاء السابقة.

حيث قالت البروفيسورة بيشوب: "لقد وجدنا أن الأشخاص الذين يتمتعون بالمرونة العاطفية يجيدون التمسك بأفضل مسار للعمل عندما يتغير العالم بسرعة، أما من ناحية أخرى ، فإن الأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب كانوا أقل قدرة على التكيف مع هذه التغييرات، كما و تشير نتائجنا إلى أنهم قد يستفيدون من العلاجات المعرفية التي تعيد توجيه انتباههم إلى النتائج الإيجابية، وليس السلبية من تجارب الماضي".

مجلة Spring

يقرأون الآن