كارلوس غصن: هذا أسوأ سيناريو لشركة نيسان

أشار كارلوس غصن الرئيس والرئيس التنفيذي لشركتي "نيسان" و"رينو" سابقا، إلى أن شركة نيسان لصناعة السيارات اليابانية شهدت تراجعًا كبيرًا منذ عام 2018 بسبب ضعف في قوتها التنفيذية، مما أثر على أداء الشركة بشكل ملحوظ.

وقال في مقابلة مع "العربية Business"، إن القيمة السوقية لـ"نيسان" تراجعت من 40 مليار دولار في عام 2018 إلى حوالي 10 مليارات دولار حاليًا.

وأضاف غصن أن السبب الرئيس وراء هذا التدهور يعود إلى ضعف الأداء داخل الإدارة، مشيرًا إلى أن التحديات التي تواجهها نيسان تتمثل في عدم اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب.

وتابع غصن: "القرار التنفيذي كان ضعيفًا للغاية بعد 2018، وكنا نعود دائمًا إلى اتخاذ القرارات بالاجماع، وهو ما كان يشل قدرة الشركة على التحرك بسرعة".

وقال غصن إن مساعي "نيسان" للتعاون مع "هوندا" لم تكن مجدية، حيث أشار إلى أن كلتا الشركتين تعانيان من ضعف مشترك في مجالات التكنولوجيا والأسواق التجارية، مما جعل الاتفاق غير منطقي من البداية.

وأضاف: "هوندا ونيسان لديهما مشاكل متشابهة، سواء في التكنولوجيا أو الأسواق. لم يكن هناك أي منطق في هذا التعاون. هذا الاتفاق لم يكن سيحل المشاكل بل قد يفاقمها".

وذكر غصن أنه كان من الأفضل أن يتدخل مستثمرون خارجيون مثل "فوكسكون" الصينية لإعادة هيكلة "نيسان"، مشيرًا إلى أن "فوكسكون" قد تنجح في تعزيز التقنية داخل الشركة، ولكن فقط إذا تم تغيير الإدارة العليا بشكل جذري.

وقال غصن: "إذا لم يتم تغيير الإدارة الحالية، لن تتغير الأمور.. فوكسكون قد تكون قادرة على إدخال تغييرات تقنية، ولكن 95% من النجاح يعتمد على التنفيذ الفعلي. إذا استمر الوضع كما هو، فلن يحدث شيء".

فيما يخص مستقبل "نيسان"، حذر غصن من أن الشركة تواجه وضعًا صعبًا في حال لم يتم اتخاذ قرارات حاسمة لتحسين الأداء.

وأضاف غصن: "إذا استمر التراجع في المبيعات، قد يضطرون إلى إغلاق مصانع في أماكن مثل أميركا أو أوروبا أو حتى الصين. هذه الإجراءات قد تخلق مشاكل سياسية كبيرة، وربما تُجبر الحكومات على التدخل. الوضع سيكون كارثيًا إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جذرية".

وأفاد غصن بأن "السيناريو الأسوأ هو أن نيسان تظل عالقة في نفس الوضع من دون أي تقدم. إذا لم يتدخل أحد لمساعدتهم في التغلب على ضعفهم الإداري، فإنهم سيكونون في ورطة كبيرة، وهذه الورطة قد تتسبب في فقدان ملايين الدولارات".

وارتفعت أسهم شركة نيسان بقوم في جلسة الجمعة، بعد صدور أنباء عن تجديد اهتمام شركة "هوندا" للتحالف مع شركة نيسان.

وارتفع سهم نيسان بأكثر من 7% يوم الجمعة بعدما تواصلت شركة Hon Hai مع شركة رينو الفرنسية التي تمتلك حصة 36% من نيسان.

وكانت Hon Hai صانعة هواتف آيفون التايوانية المعروفة باسم فوكسكون، تستكشف إمكانية الاستثمار أو الاستحواذ على نيسان العام الماضي، لكنها تراجعت في ديسمبر بعد أن أبرمت شركة صناعة السيارات اليابانية صفقة مع هوندا لجلب العلامتين التجاريتين تحت شركة قابضة واحدة.

وشهد الأسبوع الماضي، أخبار عن قرب إلغاء محادثات الاندماج بين شركتي السيارات نيسان وهوندا.

وكانت الشركتان قد أعلنتا عن مفاوضات رسمية للاندماج في ديسمبر الماضي، حيث تمر نيسان بمتاعب مالية اضطرتها للاستغناء عن آلاف الوظائف.

وكان من شأن الاندماج إنشاء ثالث أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم من حيث المبيعات.

يقرأون الآن