دولي

كواليس انقلاب خامنئي على التفاوض مع ترامب

كواليس انقلاب خامنئي على التفاوض مع ترامب

في ردٍّ على إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب استئناف حملة الضغط الأقصى على إيران لمنعها من تصدير النفط وفرضها عقوبات على شبكة دولية تسهّل نقل ملايين البراميل من النفط الخام الإيراني إلى الصين، انقلب المرشد الأعلى علي خامنئي على المفاوضات مع الولايات المتحدة، بعد أيام فقط من تسريب أنباء عن منحه الضوء الأخضر لحكومة الرئيس مسعود بزشكيان لاستئنافها حتى لو تطلب ذلك عقد مفاوضات مباشرة، وهو الأمر الذي دفع بزشكيان إلى التهديد بتقديم استقالته ثم التراجع عن ذلك.

وعلمت "الجريدة" الكويتية أن الهجوم الذي شنّه خامنئي، الجمعة الماضي، على المفاوضات ووصفه إياها بأنها ليست ذكية ولا حكيمة أو مشرّفة، جاء بعد تلقيه رسالة تتضمن مطالب ترامب للوصول إلى اتفاق جديد يحل جميع الخلافات بين البلدين بما في ذلك عقدة البرنامج النووي الإيراني، أثارت غضب المرشد، واعتبرها بمثابة صك استسلام. وكشف مصدر في مكتب المرشد لـ "الجريدة"، أن مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف، تلقى في بغداد، على هامش مشاركته في مؤتمر ديني، الجمعة، غداة إعلان إدارة ترامب استئناف حملة الضغط الأقصى، لائحة مطالب أميركية عبر الوسيط العراقي، يرغب ترامب في مناقشتها إذا قبلت طهران اقتراحه المعلن للقاء بزشكيان.

وحصلت "الجريدة" من المصدر نفسه على لائحة تضم أبرز 11 مطلباً أميركياً من إيران وهي:

1 – وقف تخصيب اليورانيوم بشكل كامل والسماح لفريق من المنظمة الدولية للطاقة الذرية برئاسة مفتش أميركي بتفتيش كل المنشآت النووية وغير النووية الإيرانية بشكل مستمر ومفاجئ، وأن تلتزم طهران بالتخلص من مخزون اليورانيوم المخصب لديها بنسب أعلى من 3.67 في المئة.

2 – تقييد برامج إنتاج وتطوير الصواريخ البالستية بعيدة المدى والفرط صوتية.

3 – وضع قيود على إنتاج وتصدير المسيّرات بعيدة المدى والشبحية والفرط صوتية.

4 – وقف تزويد أعداء الولايات المتحدة بالأسلحة.

5 – المساهمة في حل كل الميليشيات التابعة لطهران في المنطقة وتحويلها إلى تنظيمات سياسية.

6 – خفض التعاون مع روسيا والصين.

7 – وقف التهديد بتدمير إسرائيل وتهديد المصالح الأميركية في المنطقة.

8 – التدقيق من جانب لجنة أميركية ـ إيرانية على مشاريع التنمية في الجمهورية الإسلامية.

9 – تجميد التعاون في مشروع خط الشمال - جنوب، من روسيا إلى الخليج، وخط شرق - غرب (الحزام والطريق الصيني).

10– إنهاء الخطابات المعادية للولايات المتحدة واستئناف العلاقات الدبلوماسية.

11– التأكيد أن هناك نقاطاً يجب بحثها على المستوى الرئاسي في لقاء مباشر بين ترامب وبزشكيان.

وبحسب المصدر، إذا وافقت إيران على هذه المطالب فستعلق الحكومة الأميركية تنفيذ العقوبات حتى التوصل إلى اتفاق بين الرئيسين يوافق عليه خامنئي، ثم تسقط العقوبات تدريجياً حسب جدول يتفق عليه الطرفان، وتتعهد واشنطن عبر عقود استثمار طويلة الأمد بالمساهمة في تغيير الاقتصاد الإيراني لجعله اقتصاداً فعالاً وناجحاً.

وأشار المصدر إلى أن خامنئي اعتبر، بعد تلقيه المطالب، أن ترامب لا يريد مفاوضات بل يريد توقيع إيران على صك استسلام كأنها هُزمت فعلاً، ووجّه بزشكيان بوقف أي تحرك متعلق بالتفاوض وإبلاغ الوساطات أن الشروط الأميركية غير مقبولة جملة وتفصيلاً.

إلى ذلك، أكد مصدر مقرب من بزشكيان لـ "الجريدة"، أن الأخير كان يعتزم تقديم استقالته مساء الجمعة الماضي، احتجاجاً على تصريحات خامنئي عن المفاوضات، لكنه تراجع عنها بعد أن هدده المرشد بقبولها وإقصاء التيار المؤيد للمفاوضات من الحياة السياسية الإيرانية.

وأوضح المصدر أن بزشكيان عقد اجتماعاً مع الرئيس السابق حسن روحاني، وحفيد الإمام الخميني حسن الخميني، وبعض الشخصيات الإصلاحية لبحث قرار المرشد، وكان رأي المجتمعين أن يقدم استقالته عبر وسائل الإعلام لتسجيل موقف على أساس أن خامنئي لن يوافق عليها في هذه الظروف.

وأشار إلى أنه بعد انتهاء الاجتماع وبدل أن يسرب خبر استقالته لوسائل الإعلام اتصل بزشكيان بخامنئي وكاشفه بالفكرة، معتبراً أن مصلحة البلاد تقتضي أن يلعبا لعب الشرطي السيئ والشرطي الجيد، لكن المرشد فاجأه برفض الفكرة، وأكد أن الوضع الحالي يقتضي الحزم وهدده بقبول الاستقالة بحسب "الجريدة" الكويتية.

يقرأون الآن