يحتفل العشاق اليوم بعيد الحب، ولكن هذا العام ليس كسابقه. فقد أصبح الذكاء الاصطناعي شريكاً جديداً في هذه المناسبة، يكتب الرسائل، ويختار الهدايا، وأحيانا يخدع القلوب! فهل أضافت التكنولوجيا لمسة سحرية على الحب، أم أنّها جرّدته من مشاعره الحقيقية؟.
رسائل حبّ… من صنع الذكاء الاصطناعيّ
كم من شخص اليوم أرسل رسالة حبّ وهو لا يعلم أنّ كاتبها الحقيقي ليس قلبه، بل خوارزمية؟ مع ازدياد ضغوط الحياة، أصبح البعض يلجأ إلى أدوات الذكاء الاصطناعي لصياغة كلمات رومانسية مؤثرة. فبدلاً من الجلوس لساعات والتفكير في جملة تعبّر عن المشاعر، يكفي أن يطلب من الذكاء الاصطناعي كتابة رسالة حبّ، وربما تزيينها بشعر كلاسيكيّ أو لمسة أدبية مؤثرة. وما زاد الأمر تطوراً، أنّ بعض التطبيقات تتيح كتابة هذه الرسائل بخطّ يدويّ رقميّ، فتبدو وكأنّها خرجت من أعماق القلب، رغم أنّها خرجت من معالج إلكترونيّ!
اختيار الهدايا أصبح لعبة خوارزميّة
لا مزيد من الحيرة أمام أرفف المحلات، والبحث لم يعد مضنياً عن "الهدية المثالية". الذكاء الاصطناعي يتكفل بذلك أيضًا! بعض المواقع والمتاجر الرقمية توفر أنظمة ذكية تستطيع، خلال لحظات، تقديم اقتراحات مخصصة للهدايا بناءً على تفضيلات الشريك. بضغطة زر، يمكن لأي شخص أن يحصل على قائمة بأفضل الخيارات، من العطور الفاخرة إلى المجوهرات، أو حتى الهدايا الغريبة التي تعبر عن ذوق شخصي مميز. لم يعد الأمر يحتاج إلى معرفة عميقة بذوق الحبيب، فالخوارزميات تعرف كل شيء!
احذر… الحبّ ليس دائماً حقيقيّاً
لكن ليس كل ما تقدّمه هذه التقنيات وردياً. في السنوات الأخيرة، بينما يستخدم البعض الذكاء الاصطناعي لتعزيز علاقاتهم، هناك من يستغلّه لخداع القلوب. عمليات الاحتيال العاطفي تشهد ارتفاعًا خطيرًا، حيث يتمّ إنشاء شخصيات رقمية مقنعة، مدعومة برسائل حبّ محسّنة بالذكاء الاصطناعي، لجذب الضحايا وسرقة أموالهم أو بياناتهم. في هذا اليوم الذي يُفترض أن يكون احتفالاً بالمشاعر الحقيقية، هناك من يبيع الوهم بمهارة تقنية لم تكن ممكنة من قبل.
مشاعر أم معادلات؟
اليوم، الحبّ لم يعد فقط إحساساً إنسانياً، بل بات مزيجاً معقداً من العاطفة والتكنولوجيا. هل يعزز الذكاء الاصطناعي الرومانسية، أم يحوّلها إلى عملية حسابية باردة؟ هل باتت الرسائل والهدايا أكثر دقّة وتأثيراً، أم فقدت شيئاً من سحرها؟ في النهاية، يبقى السؤال: هل نريد أن نعيش الحب بكلّ ما فيه من عفوية وتلقائية، أم نفضل أن يكون الحب نسخة محسّنة رقمياً… حتى لو كان ذلك على حساب أصالته؟