أثارت السفيرة الموريتانية لدى الاتحاد الإفريقي، خديجة بنت أمبارك فال، جدلاً واسعاً في بلادها خلال الساعات الماضية، بعدما أطلقت زغاريد داخل قاعة القمة الإفريقية، احتفاء بالرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
وفي التفاصيل، فاجأت السفيرة الموريتانية قادة الدول الإفريقية والوفود الدبلوماسية المشاركة في قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة التي عقدت في أديس أبابا نهاية الأسبوع الماضي، بزغاريد مدوّية، مباشرة بعد انتهاء كلمة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.
وأثار المشهد ضجّة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من اعتبر أن ما فعلته السفيرة يعد خروجاً عن المعايير والأعراف الدبلوماسية، ومن رأى أنه مجرّد تعبير عفوي عن الفرح والاعتزاز والفخر بأداء رئيس بلادها، يعبّر عن ثقافة وتقاليد موريتانيا.
وتعليقاً على ذلك، قال الكاتب أحمدو ولد مبارك، إن هذا التصرف "قد يعتبر في السياقات الشعبية تعبيراً عن الفخر، إلا أن المشهد أثار دهشة واضحة على وجوه العديد من الحاضرين، الذين بدا عليهم الاستغراب من عدم التزام هذه الحادثة بالمعايير الدبلوماسية المتبعة في مثل هذه المناسبات الرسمية".
وأضاف: "كان من الممكن أن يفهم الموقف باعتباره خروجاً لائقاً عن الأعراف الدبلوماسية لو أن القمة شهدت إنجازاً للدبلوماسية الموريتانية التي كانت تتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي، لكن في ظل غياب ذلك، فإن تصرف السفيرة جاء في غير سياقه الطبيعي، ولا يمكن فهمه إلا في الزاوية المألوفة محلياً، المتعلقة بتقرب المسؤولين من رؤساء البلاد"، مؤكداً أن ما حصل "يسيء بشكل كبير لصورة الدبلوماسية الموريتانية".
من جهته، انتقد الصحافي الموريتاني عبد الله سديا، في تعليقه على الواقعة، السفيرة الموريتانية، وقال إن "هذه الزغاريد في وجه رئيس الجمهورية في أديس أبابا خير دليل على سقوط هيبة الدولة، وتمييع كامل لصورة موريتانيا داخلياً وخارجياً"، حسب تعبيره.
في المقابل، دافعت الوزيرة الموريتانية السابقة مهلة بنت أحمد عن السفيرة، وقالت إن الزغاريد التي أطلقتها داخل قاعة القمة الإفريقية "يمكن أن تكون إضافة مميزة للدبلوماسية الناعمة"، مشيرةً إلى أن "الزغاريد تعدّ جزءاً أصيلاً من التراث العربي والموريتاني، ولها دور بارز في التعبير عن الفرح والاحتفاء بالضيوف".
بدوره، كتب الناشط يحيى مؤمن، مدافعاً عنها: "لم تكن الزغرودة مجرّد صوت، بل كانت تعبيراً صادقاً عن الفخر والاعتزاز برئيس وضع موريتانيا على خارطة الاستقرار والتقدم".
يذكر أن الرئيس ولد الغزواني سلّم رئاسة الاتحاد الإفريقي إلى الرئيس الأنغولي جواو لورينسو.