في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس، تسلمت إسرائيل، اليوم الخميس، جثث 4 محتجزين لدى حماس.
ووصلت سيارات الصليب الأحمر إلى موقع تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين الأربعة، وبدأت مراسم التسليم حيث عرضت حماس أربعة نعوش على منصة وتم توقيع اتفاق التسليم.
وتحمل التوابيت صور وتفاصيل الأسرى وهم شيري بيباس وطفلاها كفير وآرييل، والأسيرة الرابعة عوديد ليفشيتز، وقام مندوبو الصليب الأحمر بتغليف التوابيت بالقماش الأبيض ثم وضعهم بالسيارات الخاصة بهم لتسليمهم للجانب الإسرائيلي.
وكانت حماس قد قالت إنها قرَّرت تسليم 4 جثامين أسرى إسرائيليين، يوم الخميس، بالإضافة إلى 6 محتجزين آخرين أحياء، يوم السبت.
يأتي ذلك فيما أكد طاهر النونو، المستشارُ الإعلاميُ لرئيسِ حماس، أن الحركةَ مستعدةٌ لإطلاقِ سراحِ جميعِ الأسرى المتبقين دُفعةً واحدة في المرحلة الثانية من التهدئة في قطاعِ غزة.
ومنذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في يناير الماضي، دأبت حماس على إطلاق 3 محتجزين إسرائيليين أسبوعياً، مقابل إفراج إسرائيل عن عشرات الفلسطينيين.
وتذهب التقديرات الإسرائيلية إلى وجود 73 محتجزاً لدى حماس، يعتقد أن نصفهم على قيد الحياة.
وفي حال إطلاق سراحهم جميعاً، وتسليم الجثث المحتجزة، ندخل في المرحلة الثانية والتي من المقرّر أن تبدأ في الثاني من آذار/مارس، وأهم بنود هذه المرحلة هو إنهاء الحرب.
ومن المتوقع أن يتم الإفراج، يوم السبت، عن أسرى فلسطينيين بارزين، بينهم نائل البرغوثي، الذي سمي بعميد الأسرى نظرا لطول السنوات التي أمضاها في سجون إسرائيل والبالغة 45 عاما.
كما يشمل الإفراج عن كل من علاء البازيان، الذي قضى 42 عامًا في الأسر، وبلال أبو غانم، المحكوم بالمؤبد، بالإضافة إلى عدد من قادة حماس البارزين. يقابلهم تسليم حماس لـ 6 أحياء إسرائيليين بينهم اثنين احتجزوا قبل 10 سنوات، وهما هشام السيد وأفيرا منغيستو.
هشام السيد يقيم في النقب ويحمل الجنسية الإسرائيلية، عام 2022 تدهورت حالته الصحية، ونشرت حماس مقطعا مصورا له.
أما الجندي الإسرائيلي الإثيوبي أفيرا منغيستو، فكان آخر ظهور له قبل عامين، في مقطع مصور مليء بالتساؤلات.
ومنذ سريان وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصّل إليه بوساطة ثلاث دول هي قطر ومصر والولايات المتحدة، تم إطلاق سراح 19 محتجزا إسرائيليا من غزة مقابل أكثر من 1100 معتقل فلسطيني خرجوا من سجون إسرائيل، وذلك بمعدل عملية تبادل واحدة كلّ أسبوع.
وعملية التسليم التي ستتمّ الخميس ستكون الأولى التي تشمل محتجزين أمواتا، وستتولى تنفيذها، على غرار ما حصل مع الأحياء، اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وينبغي على حماس بعد ذلك أن تطلق السبت سراح 6 محتجزين أحياء.
وينصّ اتفاق التهدئة في مرحلته الأولى التي تنتهي في الأول من آذار/مارس على أن تطلق حماس سراح 33 محتجزا، بينهم ثمانية قتلى، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 1900 معتقل فلسطيني محتجزين في سجونها.
وقالت حماس الأربعاء إنها مستعدة لأن تفرج "دفعة واحدة"، وليس على دفعات متتالية، عن كل المحتجزين الذين ما زالوا في قطاع غزة، وذلك خلال المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة والتي يفترض أن تبدأ في الثاني من آذار/مارس.
ويفترض بهذه المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة أن تنهي الحرب بشكل كامل في غزة، لكنّ المفاوضات بشأنها لم تنطلق بعد، إذ تتبادل حماس وإسرائيل الاتهامات بانتهاك المرحلة الأولى.
أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق فتتمحور حول إعادة إعمار قطاع غزة المدمّر.