يغادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى البحرين الاربعاء المقبل لملاقاة البابا فرنسيس للمشاركة في اختتام منتدى البحرين للحوار بعنوان "الشرق والغرب من أجل تعايش انساني".
وقال منظمو الزيارة البابويّة التاريخيّة إلى مملكة البحرين، من الثالث وحتى السادس من الشهر المقبل، إنّ حوالي 28 ألف شخص سيشاركون في القداس العام الذي سيترأسه الحبر الأعظم، في ملعب البحرين الوطني، صباح يوم السبت الموافق 4 تشرين الثاني 2022.
وسيكون غالبية المصلين المشاركين -حوالي 24 ألف شخص- من البحرين، أما الباقي فسيأتون من البلدان المجاورة. ومن بين هؤلاء 2000 شخصًا مؤكدًا سيأتوا من المملكة العربيّة السعوديّة، حيث يقدّر تستضيف المملكة ما لا يقل عن من 1.5 مليون كاثوليكي، وهم من العمّال الأجانب الآتين لأسباب اقتصاديّة من مختلف أنحاء العالم، لاسيّما من الفلبين والهند.
وقال جون جون، مدير الإعلام في النيابة الرسوليّة لجنوب شبه الجزيرة العربيّة، وهي النيابة التي تشمل دول الإمارات وعُمان واليمن، إنّه من المتوقّع حضور 28 ألف شخص في قداس البابا، وهي سعة الملعب، وستكون الغالبيّة العظمى من البحرين، حوالي 24 ألف شخص".
وبالإضافة إلى ألفي شخص مسجّل فعلاً من السعوديّة، فقد تمّ تخصيص 500 مقعدًا لكلّ من الإمارات والكويت وسلطنة عُمان، و900 مكان آخر للمصلين الراغبين في المشاركة من دول عدّة. هذا وسيتجمّع المصلون في حلبة البحرين الدوليّة، من ثمّ سيتم نقلهم من خلال حافلات إلى الملعب.
وأشار جون إلى أنّ الحافلات قدّمتها مشكورة الحكومة البحرينيّة. وتوقّع أن تفتح حلبة البحرين الدوليّة أبوابها لاستقبال المشاركين الراغبين بحضور القداس في تمام الساعة الثانيّة صباحًا، في حين سيكون ملعب البحرين الوطني مفتوحًا في تمام الساعة الرابعة صباحًا.
هذا ومن المنتظر أن يشارك في القداس التاريخيّ أكثر من 700 متطوّعًا، وحوالي 300 من العلمانيين "خُدّام الإفخارستيا" الذين سيساعدون الكهنة في منح المناولة للمشاركين في القداس، و120 كاهنًا، بالإضافة إلى لفيف من الأساقفة والكرادلة.
وبدأت الأماكن محدودة السعة في ملعب البحرين الوطني بالإمتلاء، حيث أكمل الراغبون لحضور القداس من السعوديّة التسجيل عبر الانترنت. وستقوم السلطات البحرينية بإصدار تأشيرات إلكترونيّة خاصة للأشخاص الذين لديهم دعوات رسميّة للمشاركة في القداس.
وقال المطران بول هيندر، المدبّر الرسولي للنيابة شمال لجزيرة العربيّة: "لقد أُبلغت من قبل السلطات في البحرين بأنّها ستصدر تأشيرة إلكترونيّة لجميع أولئك الذين يحملون تصاريح دخول سارية المفعول"، معربًا عن امتنانه للسلطات "التي تعمل جاهدت لاتخاذ الترتيبات اللازمة لإنجاح الزيارة البابويّة، وخاصة القداس الاحتفالي" الذي سيترأسه الحبر الأعظم.
وفي رسالة نشرت عبر مواقع كنائس البحرين، طلب المطران هيندر من المؤمنين الذين لم يتمكنوا من حضور القداس شخصيًّا بسبب الأماكن المحدودة "التفهّم". وقال: أعلم أن الكثير منكم يرغبون في المشاركة الشخصيّة، لكن في الوقت عينه، علينا أن نضع في الاعتبار بأنّ سعة الملعب لا تتناسب مع حجم المجتمع الكاثوليكيّ في البحرين، ناهيك عن المجتمع الكاثوليكيّ في النيابة".
وبموازاة ذلك، تستعد كاتدرائية مريم العذراء سيّدة شبه الجزيرة العربيّة، في عوالي، وهي مدينة صغيرة تبعد حوالي 20 كيلومترًا جنوب العاصمة المنامة، لاستقبال البابا فرنسيس، مساء يوم الجمعة 4 تشرين الثاني، في لقاء مسكونيّ وصلاة من أجل السلام.
وتُعد هذه الكاتدرائيّة أكبر كنيسة في منطقة الخليج حيث تتسّع لما لا يقل عن 2300 شخص.
وقال الأب ساجي توماس، كاهن الرعيّة المسؤول عن الكاتدرائيّة: "إنّنا متحمسون للغاية للقاء البابا فرنسيس، ونيل بركته". وأضاف: "إنّ الراعي قادم، وهو يقود القطيع من خلال كتاباته، وقدوته، ناشرًا رسالة السلام. لذلك ينتظر الجميع شهر تشرين الثاني".